في السابق كان مجال الإشاعة الأوحد هو عالم الفن.. ربما نتقبله ذلك لأن الفنانين يقعون تحت الضوء وفي دائرة الاهتمام، إشاعات طريفة غالبا ما تتعلق بزواج أو اعتزال ذلك لأن الأنفس كانت جميلة، فالإشاعات التي ينشرها بعض الفئات هي أيضا جميلة وطريفة فتضحك البعض وتصيب البعض الآخر بالغيرة حين تتعلق تلك الإشاعة بفنان مرغوب أو فنانة محبوبة.
مع تغير كل شيء في حياتنا للأسف للأسوأ تغيرت أيضا الإشاعات، إذ أخذت لونا غامقا بعض الشيء يدل على نوايا سيئة ولأصحابها أغراض أخرى، الموت ليست دعابة يتطرف بها البعض، الموت يظل مخيفا لأصحابه، ليس سهلا أن تنشر إشاعة عن ممثل وتجلس متفرجا قائلا ماذا سيحدث، إن كنت تحب هذا الفنان وتريد معرفة مكانته عند جمهوره أو تكره هذه الفنانة وترغب في موتها وإلحاق الأذى بها، لكن هل فكرت قليلا.. ما حال أم لو سمعت بإشاعتك؟ كيف سيتصرف الابن إن وصل إليه خبر وفاة أبيه؟ ما إحساس الابنة أو الأخت أو الأخ؟ ماذا لو تعرض أحد هؤلاء لحادث مروري بعد السماع؟ أو جلطة تصيب أحدهم؟ أو انفعال يرفع ضغطه، ذنبه سيكون عالقا بك في حياتك وبعد مماتك، ذنب ستعاقب عليه عاجلا أو آجلا، ألا يفكر هؤلاء تفكيرا سليما حين ينشرون مثل تلك الإشاعات؟ لا أعتقد أن في الأمر طرافة.
للأسف، كعادتنا دائما، نستغل التكنولوجيا استغلالا بالصورة الخاطئة، فمع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي استغل ضعاف النفوس تلك الوسائل بصورها القبيحة المشابهة لقبح نواياهم ودواخلهم، الموت خسارة وخوف، أنت لست الله حتى تصدر نهاية شخص حي، وأنت لست المشرع حتى تحكم عليه بالموت.
أنت مسلم تدرك العقاب والثواب، إن لم يكن هناك عقاب مشرع بالقانون فهناك عقاب من لا تغفل عينه ولا تنام، مع فرحنا بوجود قانون الجرائم الالكترونية إلا أنه بحاجة لمزيد من القوة والتفعيل، انتشرت قبل أسابيع وفاة الفنانة القديرة حياة الفهد وقبلها بأشهر سعاد عبدالله وأخيرا جاسم النبهان..
ماذا ينتظر ناشرو الإشاعات؟ هؤلاء الذين غرسوا الفن الجميل في حياتنا، هؤلاء الذين رفعوا الفن الكويتي أولا وأخذوا بيد الفن الخليجي ثانيا، للأسف أن يصل البعض لمستوى متدن من الأخلاق فهذ امر مؤسف ومرفوض، وهناك إشاعات تنتشر حتى في مجال العمل..
اشاعات لا ينشرها إلا قليلو الإيمان وقليلو الأخلاق..
دور الباقية ألا يعملون عليها بمزيد من النشر حين يدفنوها حالما تصل إليهم.
[email protected]