تتوالى صدماتنا عندما يرحل عنك من كان قريبا منك.. فترة الكتابات والرغبة في الإبداع كنت أرغب بشدة بالتواصل مع من له قدرة الكتابة وعشق الكتابة وكانوا قلة أولئك الذين ارتبطت بهم روحيا وأدبيا، تحكمني عادات وتقاليد وقيود اجتماعية.. كان الأديب الكبير اسماعيل فهد اسماعيل أحدهم.. شيخ الأدباء وكبير الروائيين والعقل الذي أرغب كثيرا في التحرك في مضماره.. يشجع بحماس وينتقد بحب ويمد يد العون دون أن يشعرك بمدها.. مريحا في كلامه وان اتصف بقلة الكلام وظهر حديثه بما قل ودل.. يبتسم حين أناقشه ويستثار حين أستمتع بمناكفته ويشجع بقوله إن لك باعا طويلا في الأدب.. أشعرني بمكانة أكبر مما أنا عليه ورفع من معنويات ظلمت تحت بند الخوف في السير في مجال الكتابة بقيود مجتمع ذكوري.
أحببت فيه تواضعه.. عمق نصائحه.. احتواءه.. تركيزه على أهمية القراءة والقراءة بشدة وكثرة.. اصراره على أن ألج للرواية وترك الموهبة تتغلغل فيها بعيدا بعض الشيء عن القصة القصيرة.. اليوم.. فقدته.. شعرت بذلك الفراغ القاسي الذي امتد قهرا ليضغط على قلبي بشدة فيعصره.. أشعرني رحيله باليتم.. اليتم الأدبي.. من لي بيد تمسك أناملي لأكتب؟ من أين لي بروح تشجع وتشحن داخلي لأنطلق؟ لمن أبوح بفكرة تمر داخل عقلي حائرة تكون كذا أو تصدر عن طريق كذا؟ قبله.. رحل أديب آخر مقرب.. الأديب المصري مأمون المغازي. مناقش آخر اخذ حريتي معه في الطرح والتعبير.. بالاستشارة والتنفيس.. أتراهم يرحلون تباعا؟ تاركين روايات وكتبا تسعد الآخرين.. مخلدين أسماء جميلة لجيل قادم يستمتع بالقراءة والتحليق في سماء الأدب.. لم يعد بجانبي أحد.. رحم الله الاثنين..
[email protected]