أحد الكتب المميزة القريبة إلى قلبي كتاب «السماح بالرحيل» للكاتب ديفيد هاوكينز.
عند قراءة العنوان للوهلة الأولى قد يتبادر إلى الذهن أن الكتاب يرمي إلى توجيه رسالة بأن تسمح بالرحيل لكل شخص فقدته، أو أن تسمح لكل ما لم يكن مقدرا لك بأن يرحل، ولكن عند قراءتك للكتاب ستكتشف مدى عمق الفكرة المطروحة، إنه بمنزلة طريقة سحرية متى ما دربت نفسك عليها عشت خفيفا حرا طليقا، إنه يتكلم عن كل ما نعانيه كبشر وما يمر بنا من أبسط المواقف والتجارب إلى أكبرها، أن نسمح لكل ألم وكل كدر ألمّ بنا بأن يأخذ وقته فنحزن ونبكي ونتحدث لمن نحب عما يضايقنا، ألا نقاوم مشاعرنا فهي مشاعر بشرية طبيعية.
الفرح لم نعرفه إلا بعد الحزن والقلق لم نشعر بوجوده إلا لأنه يختلف عن الأمن والاستقرار، أن نسمح لأنفسنا بأن تعبر عن كل ما يختلجها من مشاعر ولا نقاومها، فمقاومتها يعني تفاقمها، كما أنه من الجيد أن نعلم أطفالنا ذلك فلا لكبت المشاعر، ولكن أن ننتبه في نفس الوقت جيدا لأنفسنا فلا نجعل تلك المشاعر تستوطننا ولا نتركها تتضخم وتتفاقم، فنسمح لها بأن ترحل منا بعد ذلك، أن نحررها من أجسادنا حتى لا تعيش فينا على شكل مرض، فكثير من الأمراض الجسدية منشأها نفسي، أن نطلق تلك المشاعر بعيدا برياضة معينة بالكتابة أو الرسم أو أي نشاط يناسبنا، ربما باستشارة شخص مختص، بالعفو والتجاوز والغفران، فنسمح في النهاية بالرحيل لكل شعور وموقف وشخص آذى أرواحنا، فنعيش في حرية مطلقة لا يأسرنا هم ولا يقيدنا غم.
دامت قلوبكم قوية صافية.