على خط سريع وكان الوقت ليلا، حيث الإنارات تقف منحنية لتبعث أنوارها.. في الوسط سيارة تترنح يمنة ويسرة، سائقها مشغول بإرسال ابتساماته الخلابة لجهازه المحمول، تجده أحيانا مقطبا جبينه وهو يدقق في رسالة «واتساب» وصلت للتو يخشى أن تنتهي مدة صلاحيتها إن أجل قراءتها.
وسيارة أخرى في سباق ماراثوني لم تمهل المركبات الأخرى التي تسير على الحارة اليسرى فقامت منذرة بإطلاق «فلاشاتها» المتلاحقة حتى حولت الشارع إلى صالة سيرك!
ناهيك عن قائدي المركبات ذوي الفن الراقي المتخصصين برسم الأشكال المنحنية وهم يتنقلون من حارة إلى أخرى لتسجيل أقل وقت ممكن للوصول إلى مقهى يجلسون فيه لساعات طوال ينفثون دخان سمومهم.
أما القائد المثالي من بين هؤلاء، ذلك الأب الحنون الذي لم يستطع رد طلب طفلته ولم يقو على تحمل دموعها فأحاطها بذراعيه وهو يمتطي المقود يغني لها ويبتسم،،
خلال عشر دقائق توقف العرض،، وبدأ المشهد الثاني:
سيارة إسعاف، دورية شرطة، سيارة رافعة، علا صوت الصراخ والبكاء، غطى كل ذلك صوت سيارات الإسعاف ودوريات الشرطة..
ماتت الطفلة
قطعت يد الأب الحنون
وشل المتسابق الماراثوني
أما السيارة المترنحة فقد عجز رجال الشرطة عن التعرف على هوية صاحبها بعد أن تفحمت.