في زمان مضى كنا نسمع عن المناداة بحقوق المرأة، وعدم بخسها حقها أو اضطهادها، فقد كان الرجل مسيطرا إلى حد التسلط، وقبل هذا الزمان بكثير، كان يستهان بالأنثى في زمن وأد البنات، على اعتبار أنها تجلب العار والخزي.
مرت سنون عجاف، وأتتنا أعوام رأينا المرأة حققت تقدما كبيرا في المجتمع، وفتحت لها أبواب كانت مغلقة، حق التعليم وحق العمل والتقدير وضرورة الأخذ برأيها وعدم التقليل من شأنها، وإعطاؤها حقها في تقلد المناصب، كلها أمور نفرح بنيل المرأة لها، ليرقى المجتمع وينهض، ولكن استفحلت أمور في السنوات الأخيرة..
يدهشني كثرة تصوير الإعلام - ابتداء من المسلسلات الكرتونية وصولا إلى الأفلام - تصويرهم للأب أو الولد في الأسرة بأنه شخصية ضعيفة غبية مغلوبة على أمرها وأن المرأة هي المتسلطة التي تعرف كيف تحسن التصرف وتدير الأمور وكأنه أمر مسلم به، أخشى على جيل قادم أن يعد هذا هو الطبيعي.. جيل يرى تسلط المرأة ووقاحتها - دون مراعاة لأي شخص - هو قوة وإثبات وجود.
أتصور ذلك الطفل الذي أشبع بتلك المشاهد من الإعلام يرى فيها المرأة تظهر بكل شكل كان، بينما يختبئ الرجل ويخفي وجهه حتى لا يعرفه الناس لمصلحة مجتمعية!
نحن بحاجة لأن يدرس منهج لأبنائنا يعلمهم كيف يقدر كل من المرأة والرجل بعضهما دون أن يخسر احترامه لشخصه الكريم أو يقلل من قيمة نفسه، أن يعرف الولد، كيف يراعي المرأة دون إلغاء شخصيته وكينونته.
وأن تعرف امرأة المستقبل، أن كونها حريصة على أخذ حقوقها كاملة لا يعني أن تنسى واجباتها أو تفرط فيها..
يختلف تكوين المرأة عن الرجل فسيولوجيا ونفسيا، وما يترتب على ذلك من بنية جسدية وعقلية وعاطفية لا استنقاصا لجنس دون آخر ولكن ليعرف كل منهما ماله وما عليه..
قد يختصر كلامي ويؤيده المؤلف جون غراي:
عندما أسمى كتابه المشهور «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»، ليبين الفروقات التي بينهم..
فكيف بنا ننادي بالمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات وهما أساسا بحاجة لحقوق ومطالبين بواجبات مختلفة؟!..(.. وليس الذكر كالأنثى..)