يعرف الجميع أن الوكيل المساعد للإعلام الخارجي فيصل المتلقم هو من الكفاءات الإعلامية في الكويت فقد استطاع بجدارة إثبات وجوده خارجيا من خلال المكاتب الإعلامية بشهادة الكثيرين، وهو ما مكنه من الوصول إلى منصبه الحالي بعد عودة العاملين في الخارج و«زعل» بعضهم فترة طويلة بسبب خسارة «البرستيج» الذي كان يعيشه وانتهاء الحلم الذي كان يعيشه ليعود موظفا عاديا.
المتلقم الذي يتبع سياسة الباب المفتوح والإقناع للموظفين يواجه الكثير من العوائق لتطوير الإعلام الخارجي ونفض الغبار المتراكم في إداراته، ومن أبرزها جمود الإدارات لدرجة أن بعضها أصبحت تشهد جمودا غير طبيعي وتستطيع أن تحدد عملها لليوم التالي بل للأسابيع والشهور المقبلة دون عناء لافتقارها لعنصر المبادرة والتجديد ناهيك عن ارتباطها بأسماء أشخاص اكثر من ارتباطها بالإنجازات وتحقيق الأهداف الموجودة فيما تمت تسميته بالخطة الاستراتيجية للإعلام الخارجي والتي تحتاج إلى قدرات لكتابتها بطريقة صحيحة وعلمية وبأسلوب يتناسب مع عنوانها كما تحتاج إلى موظفين مؤهلين وإمكانيات مختلفة عن الواقع لتنفيذها.
كل ذلك لن يتحقق مهما كانت قدرات الوكيل المساعد الذي من الاستحالة أن يعمل بمفرده خصوصا في ظل عدم مركزيته وإعطائه مساحة كافية للإدارات للحركة والعمل. كل ذلك لا يعني عدم وجود موظفين وموظفات مميزين في القطاع فهناك طاقات رائعة تمتلك الأفكار الرائدة للعمل، ولكن ينقصها التوجيه الصحيح وكسر الحواجز أمامها لتبدع.
وهذا لن يتحقق إلا من خلال تفعيل دور جميع الموظفين من خلال إعطائهم فرصة الاقتراح والتخطيط ومتابعة اقتراحاتهم وليس التنفيذ فقط.
إضافة إلى أهمية وضع الجداول الزمنية لعمل الإدارات والمقارنة بين إنجازاتها لتحديد مكامن التقصير في كل إدارة وتعويضها، وهو ما يتطلب غربلة الإعلام الخارجي، وضخ الدماء في مختلف الإدارات وتدوير المسؤولين للاستفادة من خبرات بعضهم في إعادة الروح إليها، فلن تكون هناك خطة استراتيجية حقيقية في ظل الوضع الحالي ولن يكون هناك إبداع في العمل دون تحريك المياه الراكدة «حركها وتوكل يا بوعبدالله»، فالأعمال العظيمة تبدأ من فكرة بسيطة قد يمتلكها موظف لم يعط الفرصة أو يخشى غضب مديره.
ولتكن بداية الغربلة من خلال تشكيل فريق عمل تابع لمكتب الوكيل بمسمى «فريق العصف الذهني» يقدم الأفكار إلى مكتب الوكيل الذي بدوره يقرر تنفيذها من عدمه ويكلف كل إدارة بما تستطيع ترجمته من فكرة إلى واقع، بل إن هذه الأفكار ستكون فرصة للعمل مع الوزارات الأخرى لتنفيذ بعض الأفكار. وان كانت فكرة فريق العصف الذهني قد تندرج تحت بند الخيال العلمي بالنسبة للبعض الا أنها ستكون فرصة للموظف المبدع.. هذا، ودمتم.
[email protected]