مع كل عام جديد تقدم المملكة العربية السعودية المزيد من الخدمات لضيافة ورعاية ضيوف الرحمن.
هذه الجهود لا يلمسها الحاج فقط إنما تكون واضحة للمتابع المنصف لدرجة أبهرت الكثير في جميع أنحاء العالم وخصوصا المهتمين بالإدارة والتنظيم، ففي الوقت الذي تتعطل الحركة في عدد من المدن بسبب مناسبات لا يتجاوز حضورها 100 ألف شخص تستقبل المملكة ما يقارب ثلاثة ملايين شخص في أماكن محدودة وهو ما يتطلب جهودا جبارة لتسهيل انسيابية الحركة وتوفير خدمات لا تعد ولا تحصى ومنها على سبيل المثال الصحة والتغذية وغيرهما من الخدمات.
ولنا أن نتخيل التعامل مع هذا العدد الهائل من البشر بلغات مختلفة وعادات مختلفة وبأماكن متقاربة تزيد من التزاحم وصعوبة الحركة وعرقلة إدارة الخدمات.
وهنا يجب الإشارة إلى أن الخدمات المقدمة رغم صعوبة تقديمها، إلا أنها تقدم بمستوى عال من الجودة وبمعايير دولية مدروسة ومنفذة بإتقان والجانب الصحي مثال فالحاج مهما كانت ظروفه الصحية يستطيع الوصول إلى جميع مناسك الحج حتى وان كان في العناية المركزة والتي أعدت لها سيارات مجهزة بأحدث الأجهزة، كل ذلك ليس بغريب على السعودية والسعوديين.
ورغم هذه النجاحات المتوالية يقول صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة المركزية للحج «لست راضيا عن نفسي ولست راضيا عن الخدمات المقدمة» وهو ما يعني أن النجاحات لا تعني التوقف عن التطوير.
ورغم كل ذلك، مع كل موسم حج تخرج أصوات نشاز تبحث عن الأخطاء وتحاول المزايدة على السعودية والسعوديين في تنظيم وإدارة الحج، فالمختلف مع السعودية سياسيا أو اقتصاديا بل حتى رياضيا يبحث عن أي قصور حتى وان كان من الحاج نفسه وليس للسلطات أي علاقة بهذا القصور ويحمل الأمور أكثر مما تحتمل.
المؤسف أن هذه المزايدات تأتي من أطراف كان عليها أن تفتخر بما تقدمه السعودية من نجاحات حتى وان كانت تختلف معها في جوانب أخرى فمن الإنصاف أن نقول للقائمين على الحج، بداية من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى أصغر مشارك في خدمة الحجاج: الشكر قليل بحقكم وقواكم الله وتقبل منكم ولن تكون هذه الأصوات إلا محفزا لتقديم المزيد والرد على الأقوال بالأفعال.
[email protected]