تستقبل مراكز الاقتراع الناخبين بعد حوالي شهر لاختيار ممثليهم لعضوية مجلس الأمة، وخلال هذا الشهر من المنافسة بين المرشحين فإننا سنرى العديد من الممارسات المتوقعة في جميع الانتخابات بدول العالم كتبادل الاتهامات بين المرشحين فيما يتعلق بالتمويل والولاء وشن الهجوم على الآخرين كحرب نفسية للتأثير على الناخبين ولإنقاص مؤيدي المرشحين الآخرين، وفي الوقت ذاته نشر وترويج الوعود الخيالية للناخبين وكأن معهم عصا موسى عليه السلام.
لذلك فإن الوعي بأهمية الانتخابات ومتابعة ما يدور حولنا لنحافظ على الديموقراطية التي قد يسعى بعض المتربصين للقضاء عليها والذين يجب عدم السماح لهم باستغلال هذا الشهر لتحقيق مآربهم ومشاريعهم.
وفي هذه الظروف الاستثنائية الحالية للانتخابات والتزام الناخبين بلبس الكمامات يجب ألا يسمح أي ناخب للكمام أن يحجب عنه رائحة ما يدور حوله حيث ان هذه الفترة قد تشهد نشر العديد من القصص والروايات المثيرة عن مواقف أو تحالفات أو تسجيلات سواء كانت حقيقية أو مفبركة.
وقد ترتفع وتيرة الضجر والضيق والهجوم المتبادل بين جميع الأطراف إذ إن هذه نتيجة طبيعية للتأثير النفسي بعد الإجراءات الاحترازية لاحتواء فيروس كورونا وما صاحبها من منع تجول وقلق ووفيات وإصابات وتوقف الدراسة وتعطل الحياة الطبيعية اليومية التي اعتاد عليها الجميع.
وعموما، ما يحدث خلال هذا الشهر للتنافس والدعاية الانتخابية مهما كانت أسبابه ودوافعه فإنه يجب ألا يترك أي أثر على وحدة الوطن وأن نتماسك جميعا لأن وحدتنا الوطنية هي السور الحصين لبلادنا الكويت الذي سيظل شامخا وسط التحديات الكثيرة المحيطة به.
ولكن كيف نستمر في وحدتنا الوطنية وأن تكون فعالة مدى الحياة دون الحاجة إلى لقاحات لتنشيطها؟ لابد أن يكون ذلك بالشفافية الكاملة وألا تتدخل السلطة في الانتخابات الحرة للمحافظة على التمتع بالديمقراطية وأن يسعى الجميع لما فيه مصلحة الوطن لنستطيع تحقيق رؤية كويت المستقبل في ظل قيادتنا الحكيمة.