حوادث الطرق (الحوادث المرورية أو حوادث السير) تعتبر من أكثر الحوادث التي يشهد العالم وقوعها يوميا، وهي تتسبب في العديد من الخسائر المادية والإصابات البشرية وحالات الوفاة إذ يعتمد ذلك على حدة وقوة الحادث وأنواعها متعددة منها حوادث الدهس والاصطدام سواء بجسم غريب أو حيوان أو سيارة أخرى.
وقد اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بتحديد الأحد الثالث من شهر نوفمبر من كل عام ليكون يوما للتوعية بحوادث الطرق والإصابات الناجمة عنها وكيفية الوقاية منها ويوافق هذا اليوم 15 نوفمبر من هذا العام حيث يلقى نحو 1.25 مليون شخص سنويا في العالم حتفهم بسبب حوادث المرور ويتعرض ما بين 20-50 مليون شخص لإصابات غير مميتة ويصاب العديد منهم بالعجز نتيجة لذلك.
إن حوادث المرور ذات تكلفة عالية حيث إنها تكلف في معظم البلدان 3% من الناتج المحلي الإجمالي. وحددت خطة التنمية المستدامة لعام 2030 غاية طموحة تقضي بخفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور في العالم إلى النصف بنهاية هذا العام. وقد لوحظ أن نصف الأشخاص الذين يتوفون على الطرق يكونون عادة من المشاة وراكبي الدراجات الهوائية والنارية وتشهد البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل 90% من الوفيات الناجمة عن حوادث المرور في العالم على الرغم من أنه لا يوجد بها إلا 45% من المركبات الموجودة بالعالم. وتحدث 48% من الوفيات بسبب حوادث المرور في العالم بين الأشخاص البالغين من العمر 15-44 عاما.
وتوجد أسباب عديدة للحوادث ولعدم الانتباه للطريق منها استخدام الهواتف المحمولة أو الانشغال مع الآخرين أثناء القيادة أو بسبب عدم مأمونية تصميم الطرق أو السرعة الزائدة أو عدم الالتزام بقواعد السير والتجاوز الخاطئ وغياب الوعي المروري وأحيانا بسبب السهو أو نوم السائق أو تعاطي السائق المشروبات الروحية أو العقاقير أو بسبب غياب الأمانة والمتانة في المركبات.
ولابد من التوعية لتجنب حوادث الطرق لتلافي خسائرها الفادحة على الأفراد وعلى المجتمع وذلك بالتأكيد على اتباع القوانين والإرشادات وعدم تجاوزها سواء كان من ناحية حدود السرعة أو الانتباه لحركة المرور والتأكد من أمان المركبة وصيانتها بانتظام والامتناع عن استخدام الهواتف المحمولة أو الانشغال مع الآخرين أثناء القيادة أو الانشغال بالمشروبات والطعام خلال القيادة.
وأرجو من وزارة الداخلية أن تقوم بالتوعية الخاصة لهذا اليوم حيث إن الحوادث المرورية من أكثر المشكلات التي تواجهنا في عصرنا الحالي وتشكل قلقا كبيرا للجميع لما تسببه من استنزاف للموارد البشرية والمادية وتسببها في حدوث مشكلات اجتماعية ونفسية لأفراد المجتمع.