يوافق الأول من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للإيدز وهو المرض الذي لم يكن معروفا من قبل حتى بداية الثمانينيات وأدى اكتشافه إلى العديد من علامات الاستفهام والبحوث في فروع عديدة للطب والسلوكيات والعلوم الاجتماعية.
كما أدى اكتشافه أيضا إلى أفكار ومعتقدات لم يثبت صحة الكثير منها بعد ذلك وارتبطت خطط الوقاية والتصدي للإيدز بالدول المختلفة ليس فقط بقدرات النظم الصحية ولكن بالخطط والبرامج التنموية وبرامج صحة الأمومة والمراهقين ومكافحة العدوى ومأمونية زراعة الأعضاء ونقل الدم. وشاءت الأقدار أن أتحمل مسؤولية رئاسة مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات بوزارة الصحة منذ بداية إنشائه وأتيحت لي الفرصة لتمثيل بلدي الكويت في اجتماعات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومجلس وزراء الصحة العرب والدول الخليجية. وكنا نكثف التوعية في الأول من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للإيدز ونقوم بتنظيم الحملات التوعوية الإعلامية والمجتمعية والتواصل مع المجتمع ويصعب أن اختصر الدروس المستفادة من هذا العمل الذي أحمد الله تعالى أن وفقني للقيام به ومتابعته مع جميع الجهات ذات الصلة. وكان الحصاد الذي يدعو للفخر هو أن الكويت تصنف من الأمم المتحدة من الدول ذات المعدلات المنخفضة للإصابة وانتشار الإيدز حيث كانت الإجراءات مبكرة ومتعددة المحاور ومستندة إلى الدراسات والأسانيد العلمية والأدوات القانونية.
والآن كلما تعود بي الذاكرة إلى تلك السنوات في العمل فإنني أشعر أن المهمة لم تكن سهلة علميا أو إنسانيا أو طبيا في وقت كان العالم لا يعرف الكثير عن ذلك الفيروس وتلك المتلازمة وكانت بعض الممارسات نتيجة لذلك لا تستند إلى دراسات علمية بل إن الوصمة والتمييز التي لاحقت بعض حالات الإيدز كانت بسبب اعتقادات غير صحيحة عن طرق انتقال العدوى.
وما أعتز به الآن هو جهود مخلصة من كل من عملت معهم أو شاركوني المسيرة للوقاية والتصدي للإيدز من خلال موقعي كأول رئيسة لمكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات بوزارة الصحة بالرغم من التحديات الجسام التي واجهتنا.
ولا أنسى تجربتي مع اليونيسكو لإعداد الدراسة عن تفاعل قطاع التعليم مع تحديات الإيدز والتي أرجو ألا تنسى التوصيات وخارطة الطريق لاستكمال المسيرة لأن التحديات لازالت موجودة ومستمرة مع العمل على تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة 2030 ومازال التصدي للإيدز حاضرا بتلك الأهداف والغايات ويحتاج الوطن إلى المزيد من العمل المخلص الدؤوب. وأرجو ألا ينسى الجميع اليوم الأول من ديسمبر «اليوم العالمي للإيدز» مهما كانت مشاغلنا ومشاكلنا مع كورونا المستجد.