«لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك» كلمات بسيطة تحمل الكثير من المعاني العميقة والدروس المفيدة وخاصة لمن يتولون المناصب ويتناسون أنها تكليف وليست تشريفا، والجميع الآن بحاجة إلى فهم معناها، ولكن للأسف الشديد هناك البعض ممن يعتقدون أنهم أعلى من أي منصب وكأنهم كائنات فريدة بنوعها في مواقعهم.
والبعض الآخر قد يحتمي خلف طائفة أو قبيلة أو نظام لاختيار أي مسؤول ولا يرتكز على معايير الكفاءة والأمانة وحسن الأداء ويظنون أن لديهم مهارات خارقة لا مثيل لها ولكن في الواقع أن سجلاتهم في الأداء شديدة التواضع ويفتقدون الرؤية المستقبلية.
وفي هذه الأيام ومع نسبة التغيير لأكثر من 60% من أعضاء مجلس الأمة فإن هذه الرسالة يجب أن يستوعبها الجميع، حيث ان التكرار لم يعد مرحبا به وآن الأوان للتغيير وأن تكون الوجوه الجديدة بالمواقع المختلفة تتمتع برؤية ووعي وإدراك للتحديات وقدرات على إدارة التغيير إلى الأفضل والتمسك بحقوق المواطنين وفي مقدمتها حق التعبير والرأي بالشؤون العامة. وقد تحمل الأيام القادمة مفاجآت نأمل أن تكون طيبة وعنوانها التغيير والتخلص من السلبيات التي اضطررنا لتحملها على مضض انتظارا لفرصة التعبير الحر بالرأي في صناديق انتخابات ممثلي الأمة.
إن الشعب أثبت ما يتمتع به من وعي وأعطى رسالته الواضحة والجادة للجميع بالرغم من تحديات كورونا المستجد والأمطار والحروب النفسية. ونأمل أن تكون الرسالة قد وصلت كما ينبغي فإن لوطننا حقا علينا أن نجعله يسمو ويرتقي بأبنائه وبناته ولابد من أن نعيد لكويتنا وجهها الحضاري الذي جعلها عروس الخليج.
وأرجو من كل من لم يفز في هذه الانتخابات ولم يحصل على الموقع الذي يرغب به أن يتعاون مع من فازوا ولا يكون عقبة أو حجر عثرة لأن حق الوطن أهم من أي أمر آخر وهو الحصن الذي يحتمي به أبناؤه ويعيشون على أرضه لينعمون بالرخاء والحياة الرغيدة.