عندما تلد الأم وتكون ولادتها متعسرة يقولون لها إن المولود جميل لتخفيف الآلام التي شعرت بها، حيث إن ذلك من أدب الممارسة الطبية والذي لا يختلف كثيرا عن أدب الممارسة السياسية، حيث إن الأم (وهي الوطن) من الممكن أن نخفف عنها آلام الولادة المتعسرة بأن نبشرها بمولود جميل وهو الحكومة.
ولكن جمال الحكومة ليس بلون العيون أو الضحك أو التقاطيع الجميلة، كما نصف المولود، إذ إن الحكومة كي تكون جميلة يجب أن تشعر بشعور المواطن وتساعده في الحصول على التعليم والصحة والتوظيف والإدارة الرشيدة للمال العام وجميع حقوقه.
لو تمعنّا ملياً في القسم الذي أقسمه سمو الرئيس والوزراء أمام صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، فإننا نقول لأنفسنا أبشروا بالخير بالرغم من الولادة المتعسرة، ولكن علينا الانتظار لنقرأ برنامج عمل الحكومة وكيف سيحول الوزراء ما أقسموا عليه إلى عمل يومي في وزارات الدولة ومؤسساتها وهيئاتها لرعاية مصالح الشعب وحماية القوانين والعمل بروح الفريق الواحد والكف عن سياسات وإجراءات لا تليق بأساليب إدارة الأوطان والدول.
ويجب على الجميع التفاني في خدمة الوطن وأن يكون كل مسؤول بما كلف به خادما للشعب وليس سيدا عليه، حيث إن المهام جسام وإن كانت الحكومة الجديدة قد اشتملت على اهتمام خاص بشؤون النزاهة وتكنولوجيا المعلومات فأتمنى أن يكون الاهتمام أكبر من مجرد المسميات والشعارات الرنانة لأن الكويت تستحق الكثير من الجميع وأولهم الوزراء أعانهم الله تعالى على مهام التنمية المنشودة وسط ظروف بالغة الدقة عالمياً وإقليمياً ومحلياً، وإنني على ثقة من أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى إخلاص النوايا والعزيمة الصادقة لتحقق ما هو مطلوب وما يحتاج اليه الوطن.
وتماماً مثل ما تفعل الأم بعد الولادة مباشرة، حيث تظل تراقب المولود وتدعو له وتفحصه باستمرار للتأكد من أنه يسمع ويرى ويضحك ويبكي وخال من أي تشوهات أو إعاقات وتستعد الأم للعقيقة المناسبة حمدا وشكرا لله عز وجل وأملا في أن ينشأ الابن باراً وليس عاقاً، لأن عقوق الحكومات للشعوب ثمنه باهظ وتكلفته عالية.
أما الحكومة العاقة للشعب فإنها لا تقل طيشاً عن الابن العاق، حيث تهدر الموارد وتحمّل الشعب ما لا يستطيع ولا يطيق وتكسر ظهره بالجهل والمرض وتتركه نهباً للفساد والمفسدين وهذه الحكومات كتب التاريخ عنها الكثير.
وأنا متفائلة بحكومتنا الرشيدة التي ستكافح الفساد والمفسدين بإذن الله وتحقق التنمية المستدامة للوطن والرضا للشعب، والله ولي التوفيق.