«كويت جديدة».. أصبح منذ فترة وجيزة «شعارا» مطبوعا على الكتب والمطبوعات بجميع وزارات الدولة والجهات الحكومية الرسمية، وهذا بلا شك يبعث الأمل لدى كل من يتداول هذه الكتب والمطبوعات بغض النظر عن المحتوى وأهميته.
ومن المنطقي أن تكون لدى أي مسؤول يتداول هذه الكتب رؤية تتطابق مع رؤية «كويت جديدة» والتي تتضمن النزاهة وتكافؤ الفرص والمساواة والعدالة، وأن يكون مثالا واقعيا لتحقيق هذه الرؤية بإغلاق منابع الفساد ومحاربة المحسوبية وتطبيق العدالة.
وعندما يتألق شعار «كويت جديدة» على أي كتاب أو معاملة حكومية فهذا يعني التزام وتعهد مكتوب من جميع أجهزة الدولة برعاية مصالح الشعب في جميع القرارات والمعاملات التي تصدر منها.
وكذلك فإنه يتضمن الإفصاح بشفافية كاملة عن أن جميع أجهزة الدولة ووزاراتها تدرك مسؤولياتها وواجباتها الدستورية والأخلاقية لتحقيق كويت جديدة في جميع المجالات وبكل الأوقات وتسعى لتمكين الشعب والمواطنين من الحصول على حقوقهم المشروعة في التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والصحية والبيئية ووفقا لخطط وبرامج مرتكزة على دراسات علمية وتراعي التطلعات والأولويات للمواطنين وللوطن وبعيدا عن الأهواء الخاصة والرؤى الضيقة.
وفي المقدمة الحقوق الأساسية للإنسان مثل الحق في التعبير وحرية الرأي والحق في الصحة والتعليم والحق في الخصوصية كحق دستوري يعلو فوق غيره من الحقوق الأخرى التي كرسها الدستور والمواثيق والاتفاقيات الدولية.
وإن كان شعار «كويت جديدة» يضفي لمسة جمال إلى الكتب والمراسلات الحكومية ويبعث البشرى والأمل في النفوس، فإن الأجمل من ذلك بلا شك أن يكون الالتزام بتطبيق الشعار بمنهج علمي واضح ومعلنا للجميع وخطط وبرامج متعددة التخصصات ومقرونة بمنهجية وأدوات لمتابعة الإنجاز أولا بأول بكل شفافية مع مراعاة التحديات العالمية والإقليمية والوطنية والتي ستكون لها تأثيراتها على رؤية كويت جديدة.
ومن ثم كانت أهمية إعادة ترتيب الأولويات التنموية من آن لآخر من جانب الجميع وبما لا يؤثر على الالتزام الحكومي برعاية مصالح الشعب رعاية كاملة بما هو أكثر من الطباعة الأنيقة لشعار «كويت جديدة» على المطبوعات والكتب الحكومية والتي نتمنى ألا يكون هناك أدنى تباين بين محتوى أو مضمون بعضها وجمال ورونق ومعنى هذا الشعار الجميل الذي يعني ما هو أكبر بكثير وأعمق من مجرد شعار.
لنعمل جميعا بإخلاص وتفان، كل في موقعه، لتحقيق الأمل بكويت جديدة بأفكار وسواعد أبنائها المخلصين.