الديبلوماسية هي مصطلح يعود للعصر اليوناني وتدل على الوثائق والمعاهدات التي تبرم بين جهتين وفي وقتنا الحالي انتشرت الديبلوماسية كجزء من العلاقات الدولية التي تربط الدول مع بعضها البعض وتشمل كل الالتزامات المتبادلة بين كل دولتين تتمتعان بالاستقلال الذاتي، وأصبحت الديبلوماسية جزءا مهما من السياسات الدولية. واعترفت جميع البلدان منذ القدم بمركز المبعوثين الديبلوماسيين، حيث تمت الموافقة على اتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية، وهذه الاتفاقية الدولية تؤكد على ضرورة المساواة بين الدول وصيانة السلم والأمن الدوليين وتعزيز العلاقات بين الأمم لإنماء العلاقات الودية بينها رغم اختلاف نظمها الدستورية والاجتماعية.
ومن أحلام أي شاب أن يتقلد وظيفة في السلك الديبلوماسي في الخارج، ويا حبذا أن تكون في أي من العواصم الكبرى أو دوائر صنع القرارات الهامة على مستوى العالم وأن يحظى ببعض المميزات الخاصة بالديبلوماسيين في جميع المجالات من حيث الرعاية الصحية والتعليمية للأبناء والعلاقات الاجتماعية والحصانة. ولكن أحيانا يفاجأ الديبلوماسي أثناء مكوثه في أي دولة بقرار طرد من الدولة المضيفة ولأسباب غير واضحة أحيانا، وعادة تكون المهلة خلال أيام معدودة أو ساعات فهذا هو الكابوس المزعج وخاصة عندما تذاع أخبار طرد ديبلوماسيين من بلد ما، وحينها تبدأ وسائل الإعلام بمطاردتهم لمعرفة الأسباب وتوقعات ردود الأفعال وترتيبات المغادرة، وعادة لا تتم معرفة السبب الحقيقي لإصدار قرار الطرد لأنه عادة يكون ضمن الضغوط والابتزازات وتصفية الحسابات عن مواقف سياسية قد لا تكون معلنة.
ومن يتابع وسائل الإعلام الآن يبدو المشهد من حيث طرد الديبلوماسيين يختلف عما كان عليه في الماضي وقد يكون هناك تعسف، في استعمال هذا السلاح وقد تدور حول وظائف بعض الديبلوماسيين علامات استفهام معقدة ولكن يبقى الجانب الإنساني فارضا نفسه، حيث يفقد الديبلوماسي بعض الصداقات وقد تتشوه سمعته على المستوى العالمي، وكذلك لابد له من تجهيز أمور حياته من جديد. ويبدو الآن أن طرد الديبلوماسيين والمعاملة بالمثل لن يتوقف وسط عالم يموج بصراعات لم يشهدها أحد من قبل وأصبح كل طرف يبرز مخالبه أمام الآخرين.