هناك العديد ممن يقدمون تبرعات كريمة في مجالات عديدة، وهذه التبرعات تحمل أسماءهم وتمثل إضافات للبنية الأساسية للخدمات، وعادة يصدر شكر من مجلس الوزراء الموقر لتبرعاتهم، وعند افتتاح أي مشروع تحمل اللوحة اسم المتبرع في عدة كلمات إلى جانب اسم الوزير الذي تم الافتتاح في عهده وبمرور الأيام والسنوات تضمحل بيانات اللوحة وقد لا يظهر اسم المتبرع ولا تعرف الأجيال المتعاقبة عن المتبرع أي معلومات وعما قدمه لبلده.
أعتقد أن دور المحافظات يجب أن يكون أكبر مما هو عليه الآن إذ إنها لابد أن تقوم بتوثيق التبرعات وتتبنى وضع جداريات توثيقية في مدخل كل مشروع فيها نبذة عن المتبرع وقيمة التبرع لتوثيقه للأجيال القادمة وحتى تكون هذه السمة الأصيلة حاضرة وشاهدة على فعل الخير. قد لا تتسع الذاكرة بعد عدة سنوات لما يجب معرفته عن المتبرعين الذين يجب توثيق تبرعاتهم من باب العرفان والوفاء والامتنان خاصة أن المحافظين قادرون بإذن الله على إطلاق منصات العرفان والامتنان بما لهم من مسؤوليات كقيادات تنموية مجتمعية، وهذا أقل شيء يمكن عمله لمن قدموا تبرعاتهم حبا للوطن وللشراكة الإيجابية في تنمية وإنشاء المشاريع، فهم أهل الوفاء والعطاء ويستحقون جداريات لائقة لتسجيل أعمالهم والامتنان لهم مع مرور السنوات.
إذا كان التبرع هو مدرسة فلابد للأجيال التي تتعلم بها أن تعرف من هو المتبرع، وإذا كان مستشفى أو مركزا طبيا فمن دواعي الامتنان أن كل من يستفيد من المشروع يعرف شيئا عن المتبرع والدعاء له، وإذا كان مشروعا تنمويا فمن المهم أن يكون المردود عرفانا للمتبرع، وعموما فإن جداريات الوفاء والامتنان هي حق المتبرعين مع مراعاة النواحي الجمالية في تصميمها ونوعيتها لتكون مقاومة للعوامل المناخية لتبقى طويلا بحالة جيدة. والتكريم للمتبرعين ليس بالشهادات والدروع التذكارية خاصة أن عطاءهم أكبر من ذلك بكثير لخدماتهم الإضافية لخطط التنمية وللمجتمع ككل. ومهما قيل في حفلات افتتاح المشاريع أو سجل في كتب الشكر فإن ذلك هو أقل مما يستحقه المتبرعون الأفاضل.
لذلك أدعو المحافظين أن يوثقوا التبرعات في كل محافظة، مع عمل الجداريات المناسبة لكل تبرع، لتعرف الأجيال القادمة أصحابها، وليكونوا قدوة للآخرين للتبرع والمساهمة في تنمية البلاد.