من أسرار نجاح أي مؤسسة أو مرفق هو توافر التنمية البشرية المستدامة بمعنى الاستثمار في العنصر البشري سواء عند التعيين أو متابعة الأداء أو بالتدريب المستمر لصقل المهارات وتطوير أداء العاملين ومن ثم تطوير الأداء المؤسسي.
وإذا جعل كل مسؤول بأي مرفق من المرافق التدريب كأولوية رئيسية وتابع بنفسه خطط وبرامج التدريب فإن أداء المرفق سيحقق التميز إذ أن التدريب يجب أن يكون أولوية كافة الوزارات ومرافق الدولة ولا يكون ذلك بوضع مسميات وظيفية فقط ولكن ببرامج تدريب حقيقية وجادة وتخصيص الاعتمادات اللازمة للتدريب الجاد في كل جهة حكومية.
ولا يمكن قبول إعطاء أي موظف مسميات وظيفية رفيعة دون اجتيازه دورات تدريبية تؤهله لهذا المسمى مثل مسمى مستشار أو كبير فنيين أو كبير اختصاصيين وغيرها من المسميات التي يحملها الآلاف من الموظفين بينما معلوماتهم ومهاراتهم لم يضف لها أي جديد منذ تخرجهم.
ويجب على ديوان الخدمة المدنية أن يقوم بمسؤولياته في متابعة مدى اهتمام الوزارات بالتدريب المستمر لجميع العاملين بها وعدم ترقية أي موظف أو منحه أي مزايا وظيفية أو وظيفة إشرافية إلا بعد اجتياز برنامج تدريبي مناسب لنستثمر في تطوير الأداء الحكومي.
ويجب ألا نغفل دور جامعة الكويت والمؤسسات والمراكز الأكاديمية في التدريب وإنشاء وتطوير برامج التعليم المستمر وخدمة المجتمع، إذ إنه لا يجب أن يكون التدريب والتعليم المستمر قاصرا على تخصصات محدودة بل يجب تكريس الطاقات والموارد لدفع مسيرة التطوير الإداري من خلال الاستثمار مرتفع العائد في التدريب وحتى لا نجد كبير اختصاصيين أو مستشار توقفت معارفه ومهاراته عند ما هو منقوش على المعابد والتوابيت التي أعدها الفراعنة منذ آلاف السنين بينما العالم يتطور يوميا وينظر إلى التاريخ بينما يجب صنع المستقبل.
إن التدريب في أي مرفق حكومي يجب أن يكون في بؤرة اهتمام القياديين ذوي الرؤية التطويرية ولابد من متابعته من جانب ديوان الخدمة المدنية وديوان المحاسبة ضمن مهام متابعة الأداء الحكومي.
والأرقام التي تعلن من آن لآخر عن خسائر الوزارات لقضايا أو إهدار المال العام ترجع إلى عدم الاهتمام بالتدريب وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتأهيله وتدريبه على مسؤوليات الوظيفة حيث إنه لا يجب الاكتفاء فقط بحمله ختم جميل بالاسم والتوقيع بخط عريض يملأ ربع الصفحة على الأقل بينما لا يعي من مسؤولياته إلى القليل.
فالوظيفة إن لم تكن إضافة للمؤسسة والموظف إن لم يكن حريصا على تطوير معلوماته ومهامه الوظيفية فلا جدوى من ذلك لأن الأساس هو الاستثمار في العنصر البشري لتحقيق التنمية المستدامة.