منذ انعقاد مؤتمر سان فرانسيسكو بعد الحرب العالمية الثانية وإعلان ميلاد الأمم المتحدة في أكتوبر 1945، كان العالم يئن بجراح الحرب والدمار ويتطلع إلى أن يعم السلام وتسود الحكمة والعقل لحل النزاعات الدولية بالحوار والاستفادة من الدروس القاسية للحرب التي خلفت ملايين الضحايا، وكان الرهان على حكماء العالم بجميع مواقعهم. ولكن الآن وبعد نحو ثمانية عقود من إنشاء منظمة الأمم المتحدة، فإن العالم مازال يغلي بجميع مناطقه بمن يلوحون بأسلحة الدمار الشامل ولم تعد هناك بقعة واحدة على الأرض بعيدة عن التوتر والغليان فعندما ننظر شرقا أو غربا أو شمالا أو جنوبا فإننا نجد آلات وأدوات الحروب المدمرة ونجد هناك من يتخذون القرارات بالدمار وموت الأبرياء.
فهل هذه مؤشرات فشل أو عدوانية أو غياب الحكمة في تقدير المواقف واتخاذ القرارات؟ وإن لم تسد الحكمة والقرارات الرشيدة فإن العالم سيشتعل من جديد وسيعود إلى أجواء الدمار التي عاشها خلال الحرب العالمية الثانية وتداعياتها الكارثية، وإن لم يستفد العالم من منظمة الأمم المتحدة طوال تلك العقود منذ عام 1945 وحتى الآن، فلابد من أن يفكر العقلاء في طريقة جديدة لحفظ أرواح البشر ونشر السلام العالمي قبل أن يعبث العابثون به.
فلنترك الخطب الرنانة على المنصات الدولية بشأن تحقيق السلام ونرى الوضع الساخن إذ ان التوترات تسود والتلويح باستخدام القوة وأسلحة الدمار يزداد ويضاعف الإنفاق العسكري وتتأخر التنمية بسبب هذه الصراعات.
والتهديد بالأسلحة النووية أصبح لغة يومية والصواريخ والطائرات المسيرة أصبحت في متناول الصغار يعبثون بها كيفما يشاءون وأصبح من الصعب حصر ضحايا الحروب والنزاعات بل إن الحروب والنزاعات وصلت إلى داخل حدود الدول بعد ما كانت خارجها فقط. وتزداد يوما بعد يوم مؤسسات السلام التابعة للأمم المتحدة وغيرها ولكن الأجواء مازالت ملبدة بالغيوم السوداء الداكنة.
وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن يوم 24 أبريل هو اليوم الدولي للديبلوماسية من أجل السلام للاحتفال به كل عام والترويج له وذلك بدعوة جميع المنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية للاحتفال بهذا اليوم بتثقيف وتوعية الجمهور ككل بالمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة وأهمية إحلال سلام دائم ومستدام عن طريق الديبلوماسية وتعزيز النهوض بالركائز الثلاث للأمم المتحدة وهي التنمية المستدامة، والسلام والأمن، وحقوق الإنسان، والتي تعتبر مسائل مترابطة يعزز كل منها الآخر.