الصبر هو التجلد وحسن الاحتمال وهو حبس النفس عن الجزع وشهر الصبر هو شهر الصوم لما فيه من حبس النفس عن الشهوات. والصبر هو الصمود المستمر على كل ما هو مؤلم نفسيا وتحمله بروح عالية ونفس طيبة ودون إظهار أي استياء أو انفعال.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الصبر في القرآن الكريم في تسعين موضعا، فقد قال تعالى: (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) «سورة البقرة: 250»، وكذلك تم ذكر الصبر وأجره في السنة النبوية لأن الصبر له العديد من الفوائد فهو سبب التمكين في الأرض ويورث الهداية في القلب ويثمر محبة الله ومحبة الجميع ويجعل صاحبه يفوز بالجنة وينجو من النار. وإن الله سبحانه وتعالى دائما يكون مع الصابرين، فقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) «سورة البقرة: 153».
وللصبر أشكال وصور متعددة مثل ضبط النفس عن الغضب إن كان هناك أي حدث قد يثير الغضب، وضبط النفس عن الطمع وضبط النفس عن الملل والسأم عند القيام بأعمال تتطلب المثابرة خلال مدة محددة وضبط النفس عن الخوف وضبط النفس عن الضجر والجزع عند حلول المصائب.
وكذلك ضبط النفس لتحمل المتاعب والمشقات والآلام الجسدية والنفسية وخاصة عن الإصابة بأي مرض، وضبط النفس عن الاندفاع وراء أهوائها وغرائزها. والصبر على البلاء والظلم هو أشد أنواع الصبر ولكن عندما يتذكر الإنسان أن الله لا يرضى بالظلم وأن دعوة المظلوم مستجابة فهذا يقوي إرادته لتحمل الموقف والمشقة وانتظار الفرج من رب العالمين.
ويمكن لكل شخص أن يتعلم أساسيات الصبر وذلك بتدريب النفس وتذكيرها بالغاية التي يرغب بالوصول إليها ومجالسة المتميزين بالصبر واللجوء إلى القراءة عن الحكماء والعظماء الذين امتازوا بصبرهم، وأن يقوم بتجزئة أي مهمة صعبة إلى مهمات أصغر لإنجازها تدريجيا وعدم الرضوخ لمن يحاول أن يفقده أعصابه، فالصبر لا يأتي إلا بالتمرين وبالتدريج كأي سلوك إنساني. وقال تعالى: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) «سورة الرعد: 24».