إن الدافع الرئيسي لإنشاء الأمم المتحدة هو إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحروب، خاصة بعدما شهد مؤسسو المنظمة الدمار الذي خلفته الحربان العالميتان الأولى والثانية، ومنذ إنشائها كثيرا ما طلب منها القيام بمنع تصعيد الخلافات ووقف الحروب أو المساعدة في استعادة السلام عندما ينشب أي صراع مسلح وتعزيز السلام الدائم في المجتمعات التي انتهت من الحرب.
وبعد تحرير الكويت مباشرة عام 1991 تم إطلاق اسم دوار الأمم المتحدة على أحد الدوارات الرئيسية، وهو دوار العظام سابقا، عرفانا بدور الأمم المتحدة ومساهمتها في إرساء الشرعية وتحرير الكويت وتصويب الاعتداء الذي كان خرقا واضحا وصريحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأقترح أن تكون في هذا الدوار بعض المظاهر المميزة للتعبير عن تضافر المجتمع الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة وعن معاني الصداقة والوفاء كتزيينه بشجيرات السلام، وأن يشترك في زراعتها سفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية في الكويت أو تزيينه بأعلام الدول التي شاركت في التحرير أو وضع مجسم يحمل حمامة السلام بالإضافة إلى التعاون وتضافر الجهود، ويمكن أن يقوم بهذه المبادرة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كما عهدناه لاهتمامه بالفنون والثقافة، حتى نرى هذا الدوار يشع بالسلام والأمل وتضافر الجهود وعودة الشرعية للبلاد.
وعندما نتذكر دور مجلس الأمن والأمم المتحدة إبان معركة تحرير الكويت فإن دوارا واحدا لا يكفي للمعركة الضارية التي حسمها الله سبحانه وتعالى بالحق والعدل، إذ سخر لنا جنوده في كل بقاع العالم ليتحقق التحرير وتعود الكويت حرة مستقلة وعضوا فاعلا في المجتمع الدولي.
سيكون هذا الدوار رمزا للسلام وتعبيرا عن دور الشرعية الدولية في تحقيق وصون الأمن والعدالة الدولية وليعرفه الجميع بمسماه الجديد والهدف من هذا المسمى، وخاصة للأجيال المتعاقبة، حيث إن البعض حتى الآن لا يعرف هذا الدوار إلا باسم دوار العظام كما كان سابقا.