إن تاريخ عطاء المرأة الكويتية لا يمكن فصله عن تاريخ الكويت، حيث إنه كان للمرأة الكويتية دورها البارز في رعاية الأسرة ما قبل النفط، خاصة في غياب رب الأسرة لفترات طويلة في الغوص على اللؤلؤ والتجارة. ولا تكفي مقالة واحدة لتسجيل قصص عطاء المرأة الكويتية في جميع مراحل بناء الدولة، إذ إن عطاءها كان واضحا أثناء الغزو العراقي الآثم فمن نساء الكويت من ضحت بروحها فداء للوطن ومنهن من عملت مع المقاومة ومنهن من كانت تساعد الأسر المحتاجة.
وبالأمس القريب تحملت المرأة الكويتية ومازالت تتحمل الكثير لمجابهة تداعيات كورونا المستجد على مختلف مجالات الحياة وتقوم بدور رئيسي في التعليم عن بُعد والاهتمام بشؤون الأسرة كلها، وفي هذا اليوم نتذكر بالعرفان والامتنان عطاءها المتدفق لتحقيق التنمية وبلوغ أهدافها وغاياتها، إلا أن هناك العديد من التحديات التي يجب مواجهتها بشفافية وموضوعية ومن بينها غياب المرأة الكويتية عن قاعة عبدالله السالم بمجلس الأمة وبعض التشريعات التمييزية ضد المرأة وتحديات العنف وصحة المرأة ودور المجتمع المدني وجمعيات النفع العام ومواكبة المستجدات العالمية والالتزامات المترتبة على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة ما عدا ما يتعلق بالنصوص الشرعية.
وقد تكون الفترة القادمة تتطلب ما هو أكثر من البيانات الصحافية وتصريحات المسؤولين عن يوم المرأة الكويتية، بل إننا نحتاج إلى نشر مؤشرات التنمية المتعلقة بالمرأة بكل شفافية وأن تكون منطلقا لوضع وتحديث خطط وبرامج التنمية ولدينا الكوادر المتخصصة والناشطة اللاتي يستطعن التصدي للتحديات ورسم خارطة طريق تتفق مع رؤية الكويت 2030 والأهداف العالمية للتنمية المستدامة المرتكزة على العدالة والمساواة وحقوق الإنسان ومن بين ركائزها صون وتعزيز حقوق المرأة الأساسية.
وخلال تمثيلي لبلدي في العديد من المهمات الرسمية باجتماعات المنظمات الدولية، فقد لمست كيف ينظر العالم بإعجاب إلى ما يتم عرضه عن دور المرأة الكويتية في مجالات التنمية المختلفة والفرص الواعدة التي تستطيع المرأة الكويتية انتهازها لإطلاق طاقاتها وتحقيق طموحاتها لكويت المستقبل. وكل عام والمرأة الكويتية الأم والأخت والزوجة والبنت بخير.