من الأمور التي تدعو إلى الفخر نظام الجمعيات التعاونية الذي يغطي معظم المناطق في البلاد والتي تدار بأسلوب ديموقراطي من أهالي المنطقة وتحقق أرباحا للجميع وقد لعبت التعاونيات أدوارها الوطنية في العديد من الظروف من بينها أثناء الاحتلال العراقي الآثم وفي أيام الحظر أثناء جائحة كورونا.
وعلى الجمعيات أدوار مهمة لتعزيز الصحة لتقوم بها وفي مقدمتها تنفيذ الضوابط على الإعلان وتسويق منتجات التبغ والسجائر والتي للأسف الشديد تعرض وتباع فيها وكذلك يجب أن يكون للوجبات الصحية مكانة وعروض خاصة فيها لتشجيع الإقبال عليها والتوعية بفوائدها لصحة القلب والوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكر وارتفاع الضغط والسرطان وأمراض القلب والجهاز التنفسي.
وأعتقد أن مجالس إدارات الجمعيات لديها الكثير من الأفكار التي يمكن أن تتحول إلى مبادرات مجتمعية لتعزيز الصحة، وأتمنى من وزارة الشؤون أن تراعي البعد الصحي في سياسات الجمعيات وأن تشجعها على التنافس بمنح جائزة سنوية على مستوى الكويت للتميز في تعزيز الصحة وخاصة للجمعيات المعززة لصحة القلب والمدركة والملتزمة بالمسؤولية المجتمعية عن الصحة فهي الركيزة الأساسية للتنمية وهي استثمار متزايد العائد للوطن بأكمله.
وأعتقد أن هناك الكثير مما يمكن تقديمه سواء لأفكار أو لمبادرات بناءة داعمة لدور التعاونيات، ومن غير المنطقي أن تكون شاشات العرض الداخلي في الجمعيات تعرض إعلانات مدفوعة الأجر عن مكافحة التدخين بينما نقطة البيع عند الكاشير تضيء بإعلانات السجائر ومنتجات التبغ في تحد سافر لقانون مكافحة التدخين وقانون حماية البيئة.
وأما بالنسبة لفروع الجمعيات داخل أسوار المستشفيات فإن عليها مسؤوليات مضاعفة لتكون منصات لتعزيز الصحة وأعتقد أننا نحتاج إلى المزيد من الرقابة والالتزام لنواجه تحدي الأمراض المزمنة بسبب عوامل الخطورة مثل التغذية غير الصحية والخمول البدني والتدخين وهي من الأسباب التي يمكن التصدي لها ومكافحتها بجهود مجتمعية مخلصة وجادة.
ولا ننسى دور التعاونيات في إنشاء وتجهيز مستشفى الأمراض الصدرية الحالي الجديد وهو بلا شك نموذج يجب أن يحتذى به دائما لتعزيز الصحة من قبل الجمعيات التعاونية.