لا أقصد الإعداد والتدريب لقيادة السيارات أو الطائرات، ولكن ما أقصده هو قيادة القطاعات المختلفة بمؤسسات الدولة والتي بلا شك تعتبر المحور الرئيسي لأي خطة طموحة للتنمية وللآمال المتعلقة بكويت المستقبل، حيث إن الاستثمار في إعداد وتأهيل القادة سيكون له مردوده المجزي بعيد المدى.
إن منظومة التطوير الإداري يجب ألا تتوقف على إصدار التعاميم أو مراقبة الدوام أو التحويل للتحقيق أو مطاردة المبدعين ولكن التطوير الإداري المنشود يجب أن تقوده قيادات مؤهلة على وضع الرؤى وتحفيز العاملين وتحقيق الأهداف والغايات الواضحة من خلال عمل جماعي بروح الفريق الواحد وبعيدا عن الشللية والأهواء الشخصية.
وعندما نتأمل بموضوعية طريقة اختيار القيادات وتسليمهم زمام القيادة في المواقع القيادية نجد أن أسلوب الهبوط بالباراشوت هو الغالب، بينما يحرم الكثيرون من فرص المنافسة الشريفة العادلة ويجب علينا الآن مع ما ينشر عن تطوير الخدمة المدنية على مستوى قمة الهرم أن نفتح ملف اختيار القيادات بموضوعية ومهنية وتأهيلهم وتقييم أدائهم قبل التجديد لأي منهم، وقد يكون آن الأوان الآن لإنشاء جهاز إداري حديث ومتخصص ليتولى إعداد وتأهيل ومتابعة أداء القادة في جميع قطاعات الدولة وتحت مظلة الخدمة المدنية.
ولابد من فتح المجال أمام الاستفادة من خبرات وقصص نجاح الدول الأخرى في إعداد القادة ومتابعة أدائهم بمهنية وموضوعية وبعيدا عن أي مجاملات أو حسابات بعيدة عن المصلحة العامة ولعل الوقت لن يتيح فرصا أخرى لفتح هذا الملف المهم بكل مصداقية وبعيدا عن أساليب الباراشوت التي قد لا تؤدي إلى هبوط آمن في معظم الأحيان.
أتمنى أن تصل كلماتي للغيورين على مستقبل الجهاز الإداري الذي يجب أن يتولى زمام القيادة به القوي الأمين بالعلم والمهارات والخبرة. وأرجو أن تبدأ القيادة الجديدة بالخدمة المدنية عملها بفتح هذا الملف المهم لتكون الإنجازات مثمرة في تحقيق التنمية للبلاد.