تداولت المواقع الإعلامية خبرا مهما عن تشكيل فريق عمل لوضع استراتيجية الهيئة العامة للرياضة، وفي الواقع إن هذا الخبر يهم كل بيت لأن ممارسة الرياضة بانتظام هي إحدى الطرق الرئيسية والمسارات المهمة للوقاية من أمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية مثل مرض السكر والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي.
وحسب أحدث تقرير لدراسة أجريت في الكويت عن معدلات انتشار الأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها فإن معدلات انتشار السمنة وزيادة الوزن مخجلة ومعدلات انتشار التدخين تدعو للقلق، لذلك فإن استراتيجية الرياضة يجب أن تنطلق من تحليل ودراسة الوضع الحالي ليس من ناحية الأندية والملاعب والمشجعين ولكن من ناحية أهمية الرياضة لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة وهي أحد التحديات التي تواجه خطط التنمية وليس فقط النظم الصحية.
ولا يخفى علينا الدور المهم الذي تلعبه الرياضة لتعزيز الصحة النفسية إذ إنني أقترح على فريق العمل لإعداد الاستراتيجية الوطنية للرياضة أن تكون الرؤية أكثر اتساعا من مجرد تعزيز دور هيئة الرياضة بل يجب التطرق إلى دور الرياضة في تحقيق التنمية من خلال تعزيز الصحة وأتمنى أن يستعين الفريق المكلف بإعداد الاستراتيجية بالمتخصصين في المجالات المختلفة وجمعيات النفع العام وألا يغيب عن الفريق الدراسات عن الرياضة والصحة كما أتمنى ألا تغفل الاستراتيجية المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة بالأعمار المختلفة.
وأقدم المؤشرات التالية للجنة إعداد الاستراتيجية بناء على دراسة منظمة الصحة العالمية التي أجريت في الكويت ونشرت نتائجها على موقعها منذ عام 2015 وبينت هذه المؤشرات أن معدل الخمول البدني 62% بين الجنسين (72.8% بين الإناث و51.4% بين الذكور) ومعدل زيادة الوزن 77.2% بين الجنسين (78.4% بين الذكور و76.1 بين الإناث) ومعدل السمنة 40.2% بين الجنسين (44% بين الإناث و36.3% بين الذكور).
وهذه المؤشرات بين الكويتيين بالأعمار من 18 - 69 وأتمنى من لجنة إعداد الاستراتيجية أن ينطلق عملها من مثل تلك الدراسات العلمية وهي متاحة على موقع منظمة الصحة العالمية.
وأرجو أن تتضمن الاستراتيجية محورا للتوعية بأهمية الرياضة وفوائدها على الصحة والتنمية مع تشجيع المبادرات المجتمعية للاحتفال باليوم العالمي للرياضة والذي يوافق شهر أبريل من كل عام.