ما تنشره المواقع الإخبارية من آن لآخر عن ضبط شحنات المخدرات المهربة للبلاد بأساليب مختلفة يبعث على القلق، وخصوصا أن هناك أنواعا كثيرة وأساليب مبتكرة للتهريب تبتكرها العصابات سواء كان التهريب داخل شحنات الفواكه أو داخل أحشاء الأسماك أو في الأخشاب، ولكن العين الساهرة للمخلصين من حماة الوطن تقف لهم بالمرصاد حيث إنه لا يكفي ضبط التهريب فقط، ولكن حملات التوعية يجب ألا تتوقف وباستمرار وأما بالنسبة للمنشطات التي نكاد لا نسمع شيئا عن ضبطياتها أو التوعية بمخاطرها الجسيمة فيجب أن تكون الرقابة صارمة عليها أيضا.
إن المخدرات والمنشطات قد تكون سببا للكآبة والانتحار والقلق والتوتر ولحالات العنف المتكررة والتي انتشرت في الآونة الأخيرة، وخاصة في الشوارع بالإضافة إلى أضرارها على الصحة العامة للإنسان وخاصة قواه العقلية، وبذلك يصبح المدمن عبئا على نفسه وعلى أسرته والمجتمع، ونظرا لغياب العقل واضطراب الإدراك الحسي وانخفاض المستوى الذهني فإن ذلك يؤدي إلى التهاب وتآكل خلايا المخ مما يفقده الذاكرة ويؤدي إلى الهلوسة السمعية والبصرية والعقلية في معظم الأحيان.
وكذلك تؤدي المخدرات إلى اضطرابات شديدة في القلب مما يؤدي إلى الذبحة الصدرية وانفجار شرايين القلب أحيانا، وتؤدي المخدرات إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وتليف الكبد وتوقف البنكرياس عن العمل. وتجعل المخدرات متعاطيها انطوائيا ويحب العزلة بالإضافة إلى العدوانية وخاصة عند الحاجة للحصول على جرعة المخدر أو المال اللازم لشرائها فيلجأ إلى العنف والضرب وحتى عن كان للمقربين من أسرته.
تعتبر المخدرات والمنشطات تهديدا للصحة والأمن الاجتماعي والاقتصاد والتنمية، ولابد من مضاعفة الجهود للتصدي لهما من جميع الوزارات والجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني ويجب تنشيط مبادرات التصدي لهما ومضاعفة الجهود من خلال استراتيجية وطنية محددة الأهداف والمسؤوليات والإطار الزمني.
إن رجال الأمن بالرغم من مسؤولياتهم في الصفوف الأولى لاحتواء جائحة كورونا، إلا أن ذلك لم يجعلهم يتوقفون عن حماية الوطن من خطر المخدرات بعيون ساهرة على مدار الساعة. وأقدم التحية لكل من شارك وسعى للقبض على شحنات المخدرات والمنشطات لحماية المجتمع من هذه الآفة الضارة بجميع أفراد المجتمع، وأدعو الله أن يعينهم على ذلك وباستمرار لحماية الوطن من آثار المخدرات وتحقيق التنمية الشاملة.