بعد أيام تحل ذكرى أليمة وهي ذكرى 5 يونيو 1967 يوم الهزيمة والنكسة للعرب، والذي نتج عنه احتلال إسرائيل شبه جزيرة سيناء بمصر ومرتفعات الجولان في سورية والضفة الغربية من الأردن بما فيها القدس الشرقية، ورغم أن الأجيال العربية التي عاصرت هزيمة 5 يونيو أصبحت الآن في مرحلة متقدمة من العمر، إلا أن الذاكرة العربية مازالت تحتفظ بالكثير من هذه الهزيمة.
ومن بين تلك الذكريات البيانات العسكرية التي كانت تنطلق من الإذاعات في الساعات الأولى من المعركة والتي كانت تتبع مدرسة جوبلز النازية في الإعلام، فقد كانت الرسالة الإعلامية الشهيرة بأن طائراتهم تتساقط كالذباب بينما كانت طائراتهم تهاجم في وقت واحد وعلى ارتفاع منخفض مطارات مصر والأردن وسورية كما عرفنا بعد الإعلان عن نتائج المعركة والنكسة في 9 يونيو منذ عدة عقود.
ومازالت أفلام الفيديو عن حرب 5 يونيو والنكسة تؤلم كل عربي حتى الآن، ولم يمح العار بعد ذلك إلا بانتصارات 6 أكتوبر 1973 التي شاركت فيها جميع الجيوش العربية بما فيها القوة الكويتية التي اختلط دماء أبنائها بالدماء العربية وشاركت في غسل عار هزيمة 1967.
وفي هذه المناسبة تحية لكل من شارك في غسل عار هزيمة 1967 والرفعة والمجد لأوطاننا العربية. وأعتقد أن الخطاب الإعلامي المضلل الذي انطلق في يونيو 1967 على عكس الحقيقة بنصر زائف وتساقط طائراتهم كالذباب مازال وصمة عار لم تمح بعد من تاريخ الإعلام العربي الحكومي بالتحديد، فقد كان عبثا وصورة من صور مدرسة جوبلز في الإعلام النازي.
إن إعلام 5 يونيو المضلل يجب ألا يتكرر بأي حال من الأحوال، فقد ضحك العالم علينا ومازال يضحك من الأداء الإعلامي المصاحب لمعارك 5 يونيو، ومازلنا نتذكر محاولات التضليل وإخفاء الحقائق عن الشعوب والاستخفاف بالعقول والعبث بالرأي العام.
وأهدي التحية الى كل من تحمل بقصد أو من دون قصد الرسائل الإعلامية المضللة التي تعصف بالعقول وتجعلنا أضحوكة أمام أنفسنا وأمام الأجيال القادمة. إن مدرسة جوبلز في الإعلام المضلل التي أضحكت علينا العالم في 5 يونيو 1967 مازالت نهجا للكثير من الرسائل الإعلامية في مجالات مختلفة ويجب التخلص التام منها لأنها أكبر إهانة لكل من لايزال يتبعها.