تمثل المكتبات العامة أحد المعالم المهمة للثقافة وقد شهدت سنوات من الازدهار كمراكز إشعاع ثقافي، وقد كانت المكتبات تحتوي على قائمة لا بأس بها من الكتب والدوريات والصحف والمجلات وفيها صالة مرتبة للقراءة والاطلاع، ولكن الآن مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي فقد تراجع الاهتمام بها وبالقراءة ومصادرها الورقية ولم تعد تجذب أفراد المجتمع كما كانت سابقا.
إن المكتبات العامة تسعى لتحقيق بعض الأهداف المهمة منها توفير الكتب المساندة للمناهج وتوفير بيئة التعليم الذاتي، وتوفير المعلومات للمستفيدين بوقت قياسي وبجهد أقل، وتوفير المعلومات اللازمة لمن يسعى لها وكذلك توفير الكتب والقصص لجميع الأعمار.
وتوجد الآن بعض المحاولات ممن يهتمون بالقراءة بتنظيم منتديات للقراءة ومناقشة ما تتم قراءته ليستفيد الجميع منها والتي يجب أن تكون على مجال أوسع لاستفادة الجميع من تلك المبادرات. وأتمنى تطوير المكتبات العامة بمبادرات غير تقليدية لتعود لعصر ازدهارها كما كانت من قبل وأن يكون التطوير بتحويلها إلى مكتبات رقمية وتقوم مجالس إدارة الجمعيات التعاونية بوضع هذا الموضوع على قمة أولوياتها وخاصة أن المكتبات سابقا كانت قريبة من مواقع الجمعيات التعاونية في كل منطقة.
وكذلك فإن المحافظين لديهم السلطة لقيادة مشاريع تطوير المكتبات العامة بفكر وإمكانيات أهالي كل منطقة وأهل الخير لأن هذا يعتبر استثمارا في الثقافة لتتواصل مسيرة التنمية الشاملة.
وإن وضع المكتبات العامة الآن لا يليق بما هو معروف عن دور الكويت كمركز رائد للإشعاع الفكري من خلال الإعلام والإصدارات الثقافية المتميزة، حيث إن مجلة العربي والعربي الصغير والمكتبات العريقة بالكويت لعبت أدوارا هامة في الفكر والثقافة والتاريخ ولا يجب أن تتحول إلى تاريخ تعلوه أتربة النسيان والإهمال مهما كانت الظروف. وتستطيع المكتبات العامة أن تطلق العديد من المبادرات لإعادة الاعتبار للعقول وإخضاعها لنظام جديد للغذاء الفكري وهو لا يقل أهمية عن غذاء البطون.