لا أجد من الكلمات ما يوفي رجال الإطفاء حقهم من الشكر والامتنان على ما يقومون به من أعمال بطولية تكاد تكون يومية للتصدي للحرائق في جميع أنحاء البلاد، متحملين حرارة الجو والملوثات الناتجة عن الحرائق وتداعياتها النفسية والجسدية، فمن حق رجال الإطفاء أن تكون لهم خدمات صحية متخصصة في جميع الأوقات من خلال نظام صحي خاص يلبي احتياجاتهم ويحافظ على حياتهم وصحتهم. وإلى الآن لم أسمع عن إنشاء مستشفى خاص برجال الإطفاء أو نظام صحي يتضمن خدمات وقائية وعلاجية وتأهيلية تتفق مع طبيعة عملهم الشاق والخطر وهذا يعتبر حقا لهم وليس منة من أحد.
ولا أتصور جريحا أو مصابا من رجال الإطفاء عند إصابته يقف مع غيره من المراجعين في المستشفيات بانتظار دوره لمراجعة الطبيب وأعتقد أنه يجب أن تكون لهم أولوية لأنهم ثروة بشرية يجب صونها والمحافظة عليها وضخ الموارد والإمكانيات اللازمة لذلك.
إن رجال الإطفاء يضحون بحياتهم وصحتهم لحماية الآخرين من الحرائق وآثارها ولابد من تأمين علاج صحي متخصص لهم يستطيع معرفة الأخطار المترتبة على تعرضهم للأبخرة والغازات السامة والكيماويات الناتجة عن الحرائق والحروق والكهرباء والإجهاد الحراري والانهيارات التي تحدث في الأبنية المتضررة وخطر السقوط أثناء العمل.
وكذلك فإن رجال الإطفاء يرسمون البسمة على وجوه من يقومون بنجدتهم سواء في حرائق المنازل أو حوادث المركبات أو المحلات التجارية وهذه البطولات التي يقومون بها لا تخلو من مخاطر التعرض لحوادث مأساوية أحيانا أو الموت وهذه الجهود لا تجد التقدير الكافي من مؤسسات الدولة ذات الاختصاص.
إن رجال الإطفاء لا يقتصر عملهم على الحرائق فقط ولكنهم يوفرون الحماية للأرواح والممتلكات ويتدخلون في حال حدوث كوارث طبيعية أيضا. ولا يكفي التعويض لهم على ما يقومون به بالمبالغ الزهيدة من المال ولكن لابد من إنشاء مستشفى خاص لهم متخصص في آثار الحوادث التي يتعرضون لها أو توفير نظام تأمين شامل لهم لتعويضهم عن إصاباتهم أو تعويض أسرهم عند فقدان أحد أبنائهم فإنهم يستحقون التقدير والتكريم للتمتع بحياة كريمة على قدر ما يقومون به من خدمات للبلاد وللشعب بأكمله.