اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 ديسمبر 2016 قرارها رقم 246/ 71 وحددت به يوم 18 يونيو ليكون احتفالا دوليا بيوم فن الطبخ المستدام ليسلط الضوء على التعريف بأن فن الطهو هو تعبير ثقافي يتعلق بالتنوع الطبيعي والثقافي للعالم والطبخ المستدام له دور كبير في تعزيز التنمية الزراعية والأمن الغذائي والتغذية والإنتاج الغذائي المستدام وحفظ التنوع البيولوجي.
إن الطبخ يشير إلى الطعام والمطبخ المحليين، والاستدامة هي فكرة أن يتم ذلك بطريقة دون هدر للموارد الطبيعية، ويمكن استمرارها في المستقبل دون أي ضرر للبيئة أو الصحة.
وقد تعودنا من منظمة الأمم المتحدة على القرارات السياسية، ولكن يبدو أن فن الطبخ المستدام والاحتفال به على مستوى العالم سيكون له المردود الإيجابي على السلام العالمي وفض النزاعات وإنهاء الحروب والصراعات، وقد خصص هذا اليوم حيث من المتوقع أن يكون في العالم ما يزيد على 9 مليارات من الأفواه التي ينبغي إطعامها حتى وإن كان العالم ينتج بالفعل من الأغذية ما يكفي للقيام بذلك لكن ثلث هذه الأغذية يهدر أو يفقد في عملية الإنتاج.
لذلك فإن العالم بحاجة لأن يكون حذرا في استخدام موارده الطبيعية كمنتجين وأكثر انتقاء لكيفية اختيار الطعام كمستفيدين.
إننا ننتظر لنشارك العالم في هذه المناسبة العالمية لتذوق ما لذ وطاب في يوم فن الطبخ المستدام مع تجنب بعض الأطباق غير المقبولة التي نقرأ عنها من آن لآخر وتولع بها بعض المجتمعات مثل حساء الحشرات والزواحف وغيرها من الأطباق العجيبة التي لا يمكن التفكير في تناولها يوما!
وبالطبع فإن لدينا تراثا ثريا في فن الطبخ الكويتي والعادات والتقاليد المرتبطة بالطبخ وتبادل الأطباق الشهية بين الأهل والجيران والأصدقاء مثل المكبوس والمطبق والهريس والجريش واللقيمات والمرق الطيب بأنواعه المختلفة، والكل يحتفظ بالذكريات الجميلة عن الطبخ الكويتي وتأثيره على العادات الاجتماعية التي توارثتها الأجيال.
ومما لا شك فيه فإن السلام الاجتماعي قد يتحقق من خلال إحياء مثل هذه المناسبات بتبادل الأطباق الشهية.
ولنشجب جميعا الوجبات السريعة والمشروبات الغازية التي تسللت الى حياتنا وتسببت في أمراض السمنة والسكر والأمراض المزمنة غير المعدية والتي لم تكن معروفة سابقا ولنعمل جميعا من أجل إحياء تقاليد فن الطهي الوطني بأنواعه المختلفة وفي مختلف المناسبات فإن السلام قد يبدأ من البطون.
وإن كنا تعودنا على أن تتضمن قرارات الأمم المتحدة العبارات القوية من الشجب والتنديد فإن ما يستحق الشجب هو السلوكيات غير الصحية المتعلقة بالتغذية مثل زيادة الدهون والأملاح والسكريات وخلو الوجبات من الألياف والخضراوات والفواكه على الرغم من أهميتها للوقاية من أمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية.