عندما تقدم أي معاملة لأي جهة حكومية أو خاصة فإنك تستطيع معرفة أسرار بعض الشخصيات من خلال التمعن في التوقيع على المعاملة وقد يقوم الشخص بتغيير توقيعه من فترة لأخرى، وهذا يدل على تطوير الشخصية أو أن يرى البعض أن يكون لديهم توقيع رسمي وآخر غير رسمي.
وفي معظم الحالات يستخدم الشخص الاسم الأول للتوقيع، وهذا يدل على تمثيل حياته الخاصة أما استخدام اللقب للتوقيع فإنه يدل على طريقة التصرف الاجتماعية.
وقد يكون التوقيع مائلا وينحدر للأسفل، وذلك يدل على أن الشخص حذر جدا وهو شخصية طموحة تتطلع للمستقبل. أما التوقيع بالأحرف الأولى فإنه يعني أن الشخص غامض ولا يشارك الكثير من التفاصيل عن حياته الخاصة.
وأحيانا تبدو بعض التواقيع غريبة وكأنها صور لبعض الحيوانات أو رسومات أو مناظر طبيعية أو كأنها لوحة تاريخية عن معركة حربية، وقد يكون بعضها يدعو للسخرية خاصة إن كانت باستخدام الأقلام العريضة والحروف الكبيرة وتكون بحجم ربع الصفحة مما يبين مدى الثقة بالنفس والتي يمكن أن تتحول للشعور بالغطرسة.
وللتوقيعات العديد من التفسيرات مثل حب الظهور أو محاولة تعويض النقص في جوانب الشخصية أو أنها تعبر عن الشخصية المتوازنة، ومن أشهر التوقيعات ما يشبه تخطيط القلب ويملأ أكثر من ربع الصفحة وهو توقيع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وعموما فإن الأقلام العريضة والتوقيعات المبالغ فيها قد يحتاج أصحابها إلى العلاج النفسي، حيث إنهم يحاولون من خلال التوقيع لفت الأنظار إليهم بشكل مبالغ فيه.
والتوقيع يكشف عن الكثير من شخصية صاحبه أمام الآخرين فقد يبدو التوقيع وكأنه وحش كاسر يستعد للوثوب خارج الورقة أو كأنه لوحة كاريكاتيرية مضحكة أو كأنه أحد محاولات الفن التجريدي وفي النهاية يكون التوقيع جواز المرور بقلوب من حولك إما دخولا أو خروجا بلا عودة.
أما التوقيعات بغير اللغة العربية، وخاصة إن كان الكتاب قد كتب باللغة العربية فإن ذلك يكشف عن محاولات تعويض الفشل في اللغة العربية ومحاولة التخفي خلف هوية أخرى ولو بالتوقيع.
إن التوقيع يكشف عن بعض السمات عن الشخصية وله دلالات كثيرة في علم النفس، حيث يمكن معرفة الشخصية من خلاله وطريقة الأفكار ومدى الانطباع ويكشف عن خبايا النفس البشرية عن طريق التحليل والمنطق والاستنتاج وعلى أساس علمي منهجي.