أطلقت منظمة الصحة العالمية منذ أيام قليلة تقريرا عن الانتحار في مختلف أقاليمها الستة وتضمن التقرير معلومات وإحصائيات مهمة يجب التوقف عندها مثل أسباب الانتحار بين الفئات العمرية المختلفة وخصوصا بين الشباب والمراهقين والعلاقة بين الانتحار وتعاطي الكحول والمخدرات وعلاقة الانتحار بالصحة النفسية، وكذلك تطرق التقرير إلى مسؤولية التقارير الإعلامية عن وصف طرق الانتحار لحماية الأطفال والشباب من تقليدها.
ومن بين الأقاليم الستة للمنظمة، فإن أقل معدلات الانتحار سجلت بإقليم شرق المتوسط والذي تنتمي إليه الكويت والذي يضم 22 دولة وعلى الرغم من أن اليوم العالمي للوقاية من الانتحار يوافق 10 سبتمبر من كل عام إلا أن صدور مثل هذا التقرير المهم من المنظمة منذ أيام قليلة قد يكون جرس إنذار يجب الانتباه إليه جيدا وألا تغيب مثل تلك التقارير عند إعداد الاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية لرعاية الشباب والمراهقين وبرامج تعزيز الصحة النفسية.
وعلى الرغم من أنه بحمد الله تعالى تعتبر حالات الانتحار في مجتمعاتنا حالات فردية إلا أن الوقاية خير من العلاج، خصوصا أن مشكلة الانتحار شديدة التعقيد وتتشابك مع العديد من عوامل الخطورة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية بما يلقي بالمسؤولية على المتخصصين في عدة مجالات وتخصصات للاضطلاع بأدوارهم وإجراء الدراسات والبحوث اللازمة حتى تكون الخطط مبنية على الأدلة والبراهين، خاصة أننا نحن الآن في منتصف الطريق منذ عام 2015 وحتى 2030 وهو المدى الزمني لبلوغ الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة التي اعتمدها قادة ورؤساء دول العالم في قمة الأمم المتحدة التاريخية للتنمية المستدامة المنعقدة في سبتمبر 2015.
ان ما تضمنته الوثيقة الدولية بشأن الالتزام بالتصدي والوقاية من الانتحار يجب ألا نلقيه جانبا بل يجب أن يكون عنصرا مهما بخطط وبرامج التنمية وبرنامج عمل الحكومة والوزارات والجهات ذات الصلة من المجتمع المدني وجمعيات النفع العام والجامعات ومراكز البحوث التي بلا شك تعطي الأولوية للبحوث المرتبطة بتحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة حتى عام 2030.
وطبقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الانتحار كان في المرتبة الرابعة من الأسباب المؤدية للوفاة في فئة الشباب بين عمر 15 و29 عاما بعد حوادث الطرق والسل والعنف بين الأشخاص.