صادقت الكويت على أهداف وغايات التنمية المستدامة ضمن الأهداف السبعة عشر حتى عام 2030 في اجتماع قمة الأمم المتحدة التاريخي المنعقد في سبتمبر 2015 في مقر الأمم المتحدة بنيويورك حيث كان الهدف الثالث واضحا حول الالتزام بالعمل على تحقيق الصحة والرفاه ومن ثم اهتمت أجهزة الدولة ووزاراتها بالعمل على مواءمة خططها التنموية وبرامجها بما يتفق مع تلك الأهداف.
وقد قام ديوان المحاسبة بمهمة في عام 2018 لتقييم مدى أداء وزارة الصحة لهذا الدور ثم أتبعها بمتابعة منذ عدة أسابيع وهذا الاهتمام من قبل ديوان المحاسبة يحسب لقياداته والقائمين على تلك المهام الرقابية ذات البعد الدولي.
ومن حق كل مواطن الاطلاع على تلك التقارير العلمية بكل شفافية ودون حجب لأي مؤشرات أو حقائق من أي جانب بما في ذلك عن الرفاه ومعرفة البرامج والأهداف المتعلقة بها وما هي مؤشرات قياسها وأين موقع الكويت من دول العالم من حيث مؤشرات الرفاه wellbeing إذ إن تقارير المتابعة السنوية لم تدرج بها مؤشرات أو معلومات عن تقييم الرفاه بينما اهتمت دول الاتحاد الأوروبي بهذا الالتزام التنموي وأصدرت العديد من التقارير وأوراق العمل المحتوية على خلاصة بحوث المختصين لقياس الرفاه لغرض متابعة الالتزام بالهدف الثالث من الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
وأتمنى من الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنمية أن تبادر بإعطاء الاهتمام اللازم للرفاه لتنمية الاهتمام واستخدام أدوات ومنهجية المتابعة والقياس بما يتوافق مع التزاماتنا أمام المجتمع الدولي بموجب قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة وخصوصا ما يتعلق بالهدف الثالث.
وأدعو مراكز البحوث والجامعات والمتخصصين إلى بناء تحالف علمي من أجل الصحة والرفاه وتسخير الإمكانات البحثية في تقييم ونشر التقارير المستندة للبحوث والدراسات العلمية عن الإنجازات الوطنية لتحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة وأن يكون هذا الموضوع على قمة أولويات التعاون مع المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية مع الاستفادة مما أنجزه الاتحاد الأوروبي من دراسات وتقارير علمية حول تعريف وقياس ومتابعة الرفاه إلى جانب الصحة ضمن الهدف الثالث من الأهداف العالمية للتنمية المستدامة لأن الكويت تستحق الكثير ممن أعدتهم للمواقع القيادية والبحثية من أبنائها.