نشرت المواقع الإخبارية منذ فترة بسيطة افتتاح مكتب دائم لمنظمة الصحة العالمية بمقر منظمة الأمم المتحدة في الكويت، وهو إنجاز يحسب لوزارتي الخارجية والصحة، إذ يعتبر تدشينا لمرحلة متقدمة من التعاون بين منظمة الصحة العالمية والكويت، وهذا التعاون تعود جذوره إلى عام 1960 عندما انضمت الكويت لعضوية المنظمة.
وهذه المرحلة الجديدة يجب أن نستعد لها للاستفادة من خبرات المنظمة ومستشاريها لتقديم الدعم الفني لتطوير السياسات والبرامج الصحية وإطلاق المبادرات الرائدة من الكويت بدعم ورعاية المنظمة.
ومن خلال خبراتي ومسؤولياتي والمهام التي قمت بها في المنظمات الدولية، فإن هناك العديد من الفرص والمجالات للتعاون مع المنظمة ومن خلال احتضان الكويت مبادرات صحية.
وعلى سبيل المثال فقد ارتبط اسم الكويت بتشجيع ودعم البحوث والمبادرات لرعاية كبار السن من خلال جائزة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وهذه الجائزة يتم منحها تحت مظلة منظمة الصحة العالمية لأفضل البحوث والمبادرات لرعاية كبار السن وقد منحت الجائزة إلى مراكز في الصين وإسبانيا والجزائر والتشيك على هامش اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية.
كذلك، فإن إنشاء مراكز متعاونة مع المنظمة في الكويت سيكون لها مردوده الكبير للطرفين، ومن الأهمية أن يكون التخطيط والإعداد الجيد وبمشاركة جميع الشركاء في النظام الصحي بما فيها جمعيات النفع العام والمجتمع المدني والقطاع الخاص وكليات جامعة الكويت لوضع رؤية للتعاون المثمر مع منظمة الصحة العالمية بما يحقق فائدة للطرفين وبما لا يصبح معه المكتب مجرد وجود فقط بينما ما نتطلع إليه هو أن يكون المكتب الدائم للمنظمة مركز إشعاع للسياسات والبرامج الصحية مع إتاحة الفرصة لتدريب كوادر وطنية على الديبلوماسية الصحية والمهارات المتعلقة بها.
وقد أصبح العالم الآن قرية صغيرة وأدت التكنولوجيا الحديثة إلى تقليص المسافات ويجب التخطيط للأولويات والاستفادة من الفرص المتاحة، فيجب عدم إضاعة الوقت لأن التحديات المتعلقة بالصحة ليست بسيطة وتتطلب تعزيز التعاون مع جميع الشركاء دوليا وإقليميا ومحليا.