يعتقد البعض أن منتجات البلاستيك التي نستخدمها وضعت الحلول للعديد من مشاكل حياتنا اليومية وجعلت الأمان يحيط بنا، وأهم مثال على ذلك المحاقن البلاستيكية التي تستخدم بدلا من المحاقن الزجاجية وقادت إلى حل مشاكل انتقال العدوى وحماية المرضى من العدوى.
كذلك فقد وصل البلاستيك إلى مختلف نواحي الحياة كأدوات طبية أو غير طبية أو مغلفات ولكن نشطاء البيئة يحذرون من أن منتجات البلاستيك لا تتحلل في البيئة وتمثل أعباء على النظام البيئي ومن ثم بدأت العديد من المؤسسات بوقف استخدام المواد البلاستيكية واستخدام منتجات أخرى أكثر صداقة للبيئة.
ولم يعد مستغربا في بعض المحلات أن تجد كيس التغليف من الورق وليس من البلاستيك كعلامة لحرص تلك المؤسسة على النظام البيئي الذي تقوضه منتجات البلاستيك غير القابلة للتحلل إذ إنه حتى لو تم التخلص من البلاستيك بالحرق فإن هناك خطرا آخر وهو انبعاث مركبات الديوكسين المسرطنة والسامة والمنتمية للمنتجات الخطرة على الإنسان والبيئة.
وقد نشر تقرير في عام 2019 بعنوان «البلاستيك والمناخ» وحسب التقرير فإن إنتاج وإحراق البلاستيك يساهم في ظاهرة الغازات الدفينة عبر إطلاق نحو 850 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الجو وبهذا المعدل ستزداد الانبعاثات السنوية من هذه المصادر لتصل إلى 1.34 مليار طن بحلول عام 2030 وهذا قد يكون سببا في التغير المناخي.
والآن من حق كل مواطن أن يسأل عن خطط الدولة وبصفة خاصة الجهات المسؤولة عن البيئة حيال البلاستيك في حياتنا وهل توجد دراسات عن الأعباء المترتبة على استخدامه وهل تلك الدراسات منشورة وقدمت للجهات المسؤولة وما مدى تفاعل السلطات المسؤولة مع تلك الدراسات إن وجدت لأن تأثيرات البلاستيك على الصحة والبيئة تحتاج للمزيد من الاهتمام ويجب إعطائها الأولوية وخصوصا فيما يتعلق باستخدام البلاستيك للأغراض الطبية سواء كمحاقن أو منتجات ذات الاستخدام الواحد أو أكياس النفايات أو أكياس التغليف، وهل لدينا إحصائيات عن البلاستيك في حياتنا اليومية والخطط البديلة لجعل الحياة أكثر أمانا.
أما تلوث البيئة بمركبات الديوكسين الخطرة والسامة والمسرطنة الناتجة عن حرق البلاستيك فإن له حديثا آخر وأتمنى ألا يغيب عن المتخصصين في مؤسساتنا البحثية والعلمية وضمن التزاماتنا بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بحماية البيئة والحد من الانبعاثات والملوثات السامة وتداعياتها على الصحة والبيئة.
وأتمنى أن تعلو أصوات أصدقاء البيئة وأن تتم التوعية للجميع فالأمر مهم جدا ولا يمكن التغاضي عنه.