الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية يوافق الأسبوع الأول من أغسطس ويحتفل به العالم سنويا لتأكيد حق الطفل في الرضاعة الطبيعية ونشر ثقافة أهميتها صحيا وعاطفيا ونفسيا واجتماعيا ومؤسسيا بمعنى تطبيق مبادرة المستشفيات صديقة الطفل على أوسع نطاق.
وبالرغم من أهمية الرضاعة الطبيعية وأهمية رسائل التوعية بها، إلا أن مؤشراتها التي يتم إعلانها من آن لآخر تعتبر تحديات أمام الأمهات والنظام الصحي بأكمله، وكذلك على الرغم من أن لدينا قانونا خاصا لحماية حقوق الطفل ومن بينها الحق في الرضاعة الطبيعية ووجود قرارات خاصة بأهمية الالتزام بالرضاعة الطبيعية ومحظورات تسويق وترويج بدائل حليب الأم، إلا أنه لا زالت هناك حملات ترويجية وتسويقية لبدائل حليب الأم ولا زالت المنافسة شرسة بين حليب الأم وبدائله ومازالت بعض المستشفيات ليست صديقة للطفل مما جعل رسائل التوعية لتشجيع الرضاعة الطبيعية تتراجع.
وأحيانا تكون أجواء عمل الأم في بعض المواقع عائقا دون ممارسة الرضاعة الطبيعية وتوجد الكثير من العوامل والتحديات التي يعرفها المتخصصون ويمكنهم التصدي لها.
ونظرا لقرب موعد الأسبوع الأول من أغسطس فيجب نشر الأرقام والمؤشرات الخاصة بالرضاعة الطبيعية وطرح هذا التحدي من خلال المتخصصين ضمن أولويات حماية حقوق الطفل والأولويات المتعلقة بحياة وسعادة الأطفال والأسرة والمجتمع.
وليكن الاحتفال منظومة معرفية وسلوكية متكاملة وغير تقليدية فلا عذر لمن يتحملون مسؤولية توعية المجتمع ومراقبة تنفيذ التشريعات ومن بينها قانون حماية حقوق الطفل فمن المخجل أن نرضى عن المؤشرات الحالية للرضاعة الطبيعية التي يجب إعلانها بكل شفافية وموضوعية ومعرفة أسبابها من خلال الدراسات العلمية.
ونعتذر لكل أم لم نتمكن من حمايتها من تسويق وترويج بدائل حليبها واستهدافها بتلك المنتجات لثنيها عن أداء مسؤولياتها لتقديم الرضاعة الطبيعية وفقا للمعايير المعتمدة لذلك.
وإن تعدد الجهات المسؤولة عن صحة الطفل وحقوقه ومن بينها حقه في الرضاعة الطبيعية يمكن أن يضيف الكثير من الإنجازات عند العمل بروح الفريق المتكامل الحريص على المصلحة العامة.
وأعتقد أن تفشي كورونا أو الحظر ليس له أي تأثير على التوعية بحق الطفل في الرضاعة الطبيعية فلم تعترض الإجراءات الاحترازية حق الرضع في الحصول على الرضاعة الطبيعية.
فلنستعد من الآن لتشجيع الرضاعة الطبيعية نظرا لأهمية ذلك لتغذية الطفل السليمة وتقوية مناعته وحمايته من الأمراض.