بعد أيام قليلة سيعود فلذات أكبادنا إلى المدارس، ويترقب الجميع عودتهم؛ لأن التحديات بالعام الجديد ليست بسيطة بسبب تداعيات كورونا التي أثرت على جميع عناصر ومكونات النظام التعليمي، ولكن تسابق الجميع على تحمل المسؤولية في هذا الوقت سيجعل التحديات جزءا من الماضي، وأعتقد أن الوقت قد حان لتطبيق مبادرة المدارس الآمنة التي سبقتنا بتطبيقها العديد من الدول وقدمت الدعم الفني لهم بعض المنظمات الدولية مثل اليونيسكو والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية.
ومن شأن العودة الآمنة لمدارس آمنة أن تنعكس إيجابيا على المنظومة التعليمية ومخرجاتها، وليتم في البداية تعيين ضباط اتصال للمدارس الآمنة والذين يمكن تدريبهم على تطبيق المعايير وتقييم التطبيق وتحديد الفجوات إن وجدت ومن ثم وضع خطط محددة لتجاوز نقاط الضعف سواء كانت في المباني أو السياسات أو التجهيزات أو المهارات.
وأعتقد أن مبادرة المدارس الآمنة ستسهم في الوقاية من الكثير من الحوادث داخل المدارس التي حصدت ضحايا من أبنائنا سواء داخل سور المدارس بسبب العنف والتزاحم او الحوادث أو خارج المدارس وعلى أبوابها بسبب حوادث الدهس، وإن تطبيق مثل تلك المبادرات سيؤدي إلى تنمية روح الفريق الواحد في العمل وينمي المهارات لدى الطلبة والمدرسين وأولياء الأمور.
وعندما يلتزم الجميع بالتطبيق فيمكن أن تتم دراسة تخصيص جوائز للمدارس المتميزة وقياداتها والطلبة، حيث إن هذه المبادرات تحتاج إلى دعم ورعاية من المحافظين وكبار المسؤولين في وزارات الدولة ذات الصلة والمجتمع المدني وجمعيات النفع العام للاستثمار في سلامة وصحة فلذات أكبادنا لتطبيق معايير المدارس الآمنة بعد تطويرها إلى معايير وطنية لمدارس الكويت ومنهجية المتابعة الشفافة باستخدام المؤشرات.
وأتمنى مشاركة كليات إعداد الهيئات التعليمية مثل كلية التربية الأساسية بالعلم والخبرة لوضع وتطبيق هذا المشروع الوطني للمدارس الآمنة، حيث إنه لا تنقصنا الإرادة لقبول هذا التحدي والتصدي له.