يهدف اليوم العالمي لسلامة المرضى والذي يوافق 17 سبتمبر من كل عام إلى توعية المجتمع بأهمية اتباع إجراءات السلامة حين تقديم الرعاية الصحية للمرضى في جميع المواقع والتخصصات لأنها أحد حقوقهم الأساسية، وقد ازداد الاهتمام بهذا الموضوع نظرا للمستجدات المتلاحقة بأساليب تقديم الرعاية الصحية وظروف العمل والأخذ بتقنيات حديثة لم تكن معروفة من قبل.
وأصبح موضوع السلامة بالرعاية الصحية هاجسا وتحديا سواء للنظم الصحية أو لمقدمي الرعاية الصحية أو للمرضى، وقادت منظمة الصحة العالمية عدة مبادرات عالمية لسلامة المرضى وأعدت العديد من البرامج التدريبية والأدلة الاسترشادية وتم دمج معايير سلامة المرضى ضمن معايير الاعتراف بجودة الرعاية الصحية.
وبالرغم مما يتحقق في هذا الصدد، فمازال هناك العديد من التحديات التي تتطلب التوعية والتواصل بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى والمجتمع وتشجيع إجراء المزيد من الدراسات والشفافية في تسجيل ومناقشة الحوادث العارضة التي تحدث بالمستشفيات واستخلاص وتبادل الدروس المستفادة وصون حقوق المرضى بالسلامة.
وقد اختارت منظمة الصحة العالمية هذا العام 2021 الشعار الخاص بالسلامة في الولادة وهو «الرعاية الآمنة للأم والوليد»، حيث إن 810 تقريبا من النساء يلقين حتفهن كل يوم لأسباب يمكن تفاديها تتعلق بالحمل والولادة، إضافة إلى أنه حوالي 6700 وليد يلقون حتفهم كل يوم مما يشكل 47% من مجموع وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر وكذلك فإنه يولد حوالي مليوني طفل موتى كل عام في العالم. ونظرا للعبء الفادح من المخاطر والأذى الذي تتعرض له النساء والمواليد بسبب الرعاية غير المأمونة أثناء الولادة لتعطل الخدمات الصحية الأساسية بسبب جائحة كورونا المستجد فإن الحملة هذا العام لها أهمية أكبر من الأعوام السابقة للعمل على خفض نسبة وفيات الأمومة ومعدلات وفيات المواليد والوقاية من الحوادث العارضة التي تحدث للأم أو المولود المرتبطة بالولادة والتي بعضها للأسف تكون تداعياتها مأساوية على الأسرة بأكملها.
ولا نغفل أن الحوادث العارضة قد تحدث لأسباب مرفقية مؤسسية أو لأسباب شخصية، ومن هنا كانت أهمية وجود نظام لتحليل الحوادث العارضة بالمستشفيات والمرافق الصحية ومن ثم المناقشة العلمية حول أسبابها وظروف حدوثها وتعلم الدروس المستفادة وصولا إلى أن تكون الحوادث صفر مهما كانت سمعة المستشفى وتجهيزاته ومهارات العاملين به.
وإن الحاجة إلى تعزيز برامج سلامة المرضى وتقديم الدعم اللازم لها وتشجيع المبادرات المتعلقة بها يجب أن تكون التزاما وأولوية رئيسية للنظم الصحية، فليس هناك مساومة في الحق في السلامة لأن ذلك مرتبط بالحق في الحياة.