تبدأ اليوم حتى 18 أكتوبر الجاري اجتماعات مهمة وهي اجتماعات الدورة رقم 68 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية وهي الإقليم الذي تنتمي إليه الكويت من بين الأقاليم الستة للمنظمة التي تنتمي إليها دول العالم ويعقد الاجتماع سنويا ضمن اجتماعات الأجهزة الرئيسية للمنظمة وهي المجلس التنفيذي وجمعية الصحة العالمية في جنيف.
ومن خلال خبراتي السابقة من موقعي بوزارة الصحة والمستشار الوطني لبرنامج التصدي والوقاية من الإيدز فإن هذا الاجتماع يضم الوزراء وكبار المسؤولين عن الصحة بالدول الأعضاء والتي يبلغ عددها 22 دولة بإقليم شرق المتوسط.
ومن الممكن أن تزداد الفائدة من هذه الاجتماعات التي تستغرق 8 أيام في مجموعة من الإجراءات عند اختيار ممثلي الدولة لوضع ملامح وخطط التعاون مع منظمة الصحة العالمية لسنوات قادمة، ومن واجبي أن أضع رؤيتي أمام من يمثلون الدولة في هذه الاجتماعات حيث انه لا بد من النظر لهذه الاجتماعات من منظور الدولة ككل وليس فقط من منظور وزارة الصحة بل يجب تمثيل وزارة الخارجية والمجلس الأعلى للتخطيط ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام والقطاع الخاص ضمن وفد الكويت فالجهات السابقة لها موقعها كشريك في الرعاية الصحية جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة.
ولم أفهم حتى الآن غياب وزارة الخارجية وغياب الجمعية الطبية عن الوفود الرسمية للدولة حتى الآن وأمامي تجربتي ومشاركتي من قبل في اجتماعات منظمة العمل الدولية عندما تعاملت وزارة الشؤون الاجتماعية من الدعوة لتلك الاجتماعات من منطلق الدولة وليس من مجلس الوزارة فقط، حيث إنني شاركت معهم في هذه الاجتماعات إذ ان الوفود المشاركة يجب أن تتنوع بين أصحاب القرار من كبار المسؤولين إلى جانب الخبرات العلمية من الأجيال الحديثة للتطوير وإتاحة الفرصة لهم. فيجب تنوع الجهات التي تمثل الدولة وعدم الاكتفاء بوزارة الصحة، حيث إن وزارة الخارجية وبما لديها من أجهزة متخصصة يجب ألا تكون بعيدة عن مثل هذه الاجتماعات لأن مثل تلك المهمات لا تتعلق بشخص أو بوزارة ولكن مهمة دولة يجب الاستعداد والاستفادة منها للمصلحة العامة.
إن كل اجتماع يجب أن يكون له تقييم موضوعي من كل المشاركين فيه لضمان المشاركة الفعالة وبما تتضمنه مقتضيات المصلحة العامة ومكانة الكويت في المجتمع الدولي الذي أصبحت الديبلوماسية الصحية بعدا مهما بها. وأما من حيث وثائق تلك الاجتماعات فيجب أن تكون متاحة بشفافية أمام الباحثين لإعداد التقارير العلمية والمستقبلية.