نشرت منظمة الصحة العالمية في موقعها تقريرا مهما عن مشكلة السمنة بين أطفال المدارس في إقليم شرق المتوسط الذي يضم 22 دولة ومن ضمنها الكويت، وهذا التقرير يدق ناقوس الخطر حول صحة الأجيال القادمة ومدى انتشار السمنة بين طلبة المدارس حيث ان السمنة من أهم عوامل الخطورة التي تؤدي الى الإصابة بأمراض القلب والسكر وغيرها من الأمراض المزمنة.
وإن لم نعط موضوع السمنة بين الأطفال الاهتمام الكافي في الخطط الصحية بالتعاون التام بين وزارة الصحة والتربية ومتابعة الدراسات مثل دراسات الترصد التغذوي التي توقفت بسبب ظروف كورونا فإننا سنقع في مأزق كبير وستزداد أمراض القلب والسكر بسببها.
ويجب أن تستأنف هذه الخطط والدراسات فورا مع العودة الآمنة للدراسة والحياة الطبيعية ومن بينها الوقاية من السمنة بين طلبة المدارس بطريقة علمية وعدم التهاون في استئناف برنامج علمي وتوعوي وسلوكي بين الطلبة تحت إشراف وزيري الصحة والتربية ومن خلال متابعة نشطة حيث ان هذا هو الاستثمار في صحة الأجيال القادمة دون التحجج بكورونا.
ويجب أن تشمل البرامج تغذية أطفال المدارس الصحية وعدم بيع الأغذية ذات المحتوى العالي من السكريات والأملاح والدهون في المقاصف المدرسية وتشديد الرقابة على ما يجلبه التلاميذ من أغذية حيث انها يجب أن تكون أغذية صحية. ولا نغفل ممارسة النشاط البدني في المدارس بانتظام لمكافحة السمنة بين الطلبة لأن الرياضة من العوامل التي تؤدي إلى صحة القلب ومكافحة السمنة أيضا.
والمبادرات الوطنية لها أهمية خاصة، حيث ان شركة المطاحن الكويتية قامت سابقا بإنتاج الخبز قليل الملح وكذلك قامت بمبادرات لإعداد وجبات مدرسية صحية مغذية للأطفال. إن العودة الآمنة لطلبة المدارس بخطة مدروسة للتصدي للسمنة بين الأطفال تعتبر أولوية تنموية للوطن بأسره وستعود بالفائدة على الجميع بمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية ومن أهمها أمراض القلب والسكر.