بدأت الحياة الطبيعية تعود بعد جائحة كورونا وبدأت انتخابات جمعيات النفع العام تعود للقيام بدورها التنموي مع التنافس الشريف بين المرشحين وهناك بلا شك جمعيات كانت كورونا حجة لها للخمول والكسل وعدم القيام بمسؤولياتها على الوجه المطلوب. أما بعض الجمعيات فقد اتخذت وسائل للعمل لا تؤثر على الإجراءات الاحترازية وعملت بالتواصل المرئي وفي هذا الصدد فإن التوعية يجب ألا تتأثر، حيث إنه توجد وسائل وأدوات للتواصل مع المجتمع وبث رسائل التوعية مثل المواقع ووسائل التواصل الحديثة وهي جميعها لم تتوقف بسبب الجائحة بل إن الدراسات التي نشرت قد ألقت الضوء على تحديات تواجه الصحة بعد كورونا وتستوعب مضاعفة الجهود للتوعية من خلال جمعيات النفع العام وبوسائل غير تقليدية مثل تراجع ممارسة النشاط البدني يوميا وعدم الانتظام في تناول الطعام الصحي الغني بالخضراوات والفواكه وقليل المحتوى من الأملاح والدهون والسكريات والتوقف عن التدخين ومراجعة الأطباء دوريا وهي جميعها عوامل خطورة لأمراض القلب.
ويجب أن تكون الرسائل الخاصة والتوعية بها متجددة ومبتكرة وعبر المواقع دون التجمعات الجسدية المعروفة من قبل.
ومن هنا فإن القائمين على التوعية سواء من القطاعات الحكومية أو من جمعيات النفع العام يجب ألا يخلدوا للراحة بحجة كورونا بل يحرصون على استمرار التوعية بالوسائل المختلفة وابتكار الأساليب المناسبة حتى لا نفقد ما تحقق لنشر السلوكيات الصحية ومحاربة السلوكيات الضارة وعوامل الخطورة المؤدية إلى أمراض القلب والأمراض المزمنة غير المعدية مثل السكر والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي وهي تشترك في عوامل الخطورة ذات الصلة بالعادات وأساليب الحياة ومن الممكن استمرار التوعية لمجابهتها بالرغم من التباعد الجسدي والإجراءات الاحترازية لكورونا وألا تتوقف الاحتفالات بالأيام الصحية سواء للوقاية من السكري أو من أمراض القلب أو السرطان أو غيرها من الأمراض.
ويجب على جمعيات النفع العام أن تبتكر المبادرات في ضوء المستجدات وأن تكون رسائل التوعية متجددة وتناسب أحدث المستجدات الإعلامية فقد كشف مؤتمر غلاسكو لتغير المناخ والبحوث المنشورة عن أن تأثيرات تغير المناخ على صلة وثيقة مع أمراض القلب والأمراض المزمنة ومازالت التغطية الإعلامية لهذا التحدي أقل بكثير مما يجب حياله فهو يمس الكوكب بأسره ويمس الأجيال القادمة ويجب أن يكون على قمة اهتمامات جمعيات النفع العام لمبادرات توعية حديثة ومبتكرة وبعيدا عن الأساليب التقليدية والمدارس القديمة في التوعية والإعلام التي كانت تستخدم في العقود الماضية.
ولتكن التوعية متجددة وبرسائل حديثة حتى تتحقق أهدافها لخفض معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب وفقا للغايات الموضوعة لتحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة ذات العلاقة بالصحة والتي التزم بها قادة ورؤساء دول العالم في القمة العالمية للأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي عقدت في سبتمبر 2015 في مدينة نيويورك وهي التزام دولي حتى عام 2030.