أنتوني فاوتشي هو اسم معروف نظرا لدوره ومسؤولياته كمستشار للأمراض المعدية والفيروسات في البيت الأبيض ويقدم من آن لآخر تصاريح مختصرة ومركزة على جائحة كورونا من منظور علمي ومنطقي ويخاطب العقول، والسؤال هنا هو ماذا لو كان لدينا نسخة مستنسخة من فاوتشي أو يبدو أنها بالفعل موجودة بيننا فإن فاوتشي سينطلق بيننا بأحاديث بعيدة عن العلم ولكنها تخدم المناصب ورجال الأعمال من باب التخويف وإثارة القلق في المجتمع ومن ثم التسويق لمستلزمات الجائحة على أوسع نطاق بدلا من الاستناد إلى الدراسات والحقائق التي تخاطب العقل والمنطق، وهكذا تكون نتيجة استنساخ فاوتشي بعقول وأيدي عربية والأغراض اقتصادية.
ولا تسأل عن المستفيد من هذا الاستنساخ غير أصحاب المصالح غير المشروعة والمأجورين في أوقات الأزمات حتى لو كانت أزمات تتعلق بالحياة والصحة والأمن الصحي.
إن المسؤول عن الأمن الصحي يجب أن يتحلى بمهارات خاصة تنعكس على الخطاب الإعلامي من أعلى المستويات والذي قد تترتب عليه تداعيات كثيرة على مستوى العلاقات الدولية والأمور الداخلية بالدولة من تجارة وتعليم واقتصاد وأمن.
ومن هنا يجب أن يكون نموذج أداء فاوتشي ليس بعيدا عن من يتولون مثل تلك المسؤوليات في الدول المختلفة وألا يقحم اهتماماته الشخصية أو رأيه الشخصي عن الحديث من مثل موقعه الرفيع الذي يجب أن يكون فيه قريبا من أعلى سلطة، فلا يجب أن يكون عنصرا للإثارة أو نشر الهلع أو التسويق الشخصي والذي عادة لا يكون مستندا إلى إنجازات علمية أو دراسات، ولكن الانطباع الشخصي يكون اللغة السائدة في تصريحات الكثير ممن وضعتهم الظروف في موقع قريب من أعلى سلطات اتخاذ القرار المتعلق بالأمن الصحي.
وهناك العديد من الأمثلة كشفت عنها المواقف والأزمات، وليس من الصعب متابعتها ومعرفتها للجميع.
وليس من الصعب على أي متابع أن يكتشف نموذج فاوتشي بالنسخة العربية ولكن السؤال الصعب هو من يتصدى لمثل تلك الأمثلة بما تسببه من تداعيات على الأمن الصحي والرأي العام.