توجد بعض الإعلانات في المواقع الإخبارية تتعلق بالصحة، وقد تروج بعض المواقع لمنتجات الطاقة أو بناء عضلات الشباب أو إعادة الشباب ولا نعرف عن تلك المنتجات أي شيء ولكن قد يحلو للبعض إطلاق مسميات عليها كالطب البديل لأغراض التسويق وكأن كليات الطب وسنوات الدراسة الطويلة فيها والتخصص والخبرة لا تساوي شيئا.
وهذه المسميات وللأسف الشديد تجد طريقها للتسويق بل إن بعض المرضى بأمراض مزمنة قد يتركون أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع السكر أو أدوية القلب ويلجأون إلى استخدام الطب الشعبي.
وقد اطلعت على تقرير منشور على موقع منظمة الصحة العالمية عن بحث تم إجرائه بالكويت عن عوامل الخطورة للأمراض المزمنة وتبين من هذا البحث أنه أكثر من 15% يعالجون أنفسهم بالطب الشعبي من ارتفاع ضغط الدم وحوالي 12% يعالجون أنفسهم بالطب الشعبي من ارتفاع السكر وهذا يعني أنهم تركوا الأدوية والتحاليل والمتابعة واكتفوا بالطب الشعبي وهو ما قد يعرضهم للمضاعفات والإصابة بأمراض القلب وغيرها من المضاعفات الشديدة والتي قد يصعب علاجها مستقبلا.
وبالرغم من أن مناهج كليات الطب والعلوم الطبية لم تشتمل على التعريف بمثل تلك الممارسات التي يلجأ لها بعض الفئات في بعض الدول ذات الإمكانيات المحدودة أو ببعض المجتمعات التي تعيش في الأفكار القديمة وبعيدا عن أي تطور فإنه لا يوجد أي عذر لترك الأدوية والفحوصات الطبية والأطباء والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية واللجوء للطب الشعبي الذي ليس له أي إطار قانوني للممارسة سواء من حيث المعالجين أو من حيث المنتجات المستخدمة به وهو ما قد يعتبر تحديا أمام النظام الصحي ومسؤوليته لوضع تلك الممارسات في الإطار المحدود وأن يخضع من يمارسونها أو يروجون لها للقانون.
وإن لم يحدث ذلك فإننا سنرى ممارسات مؤسفة وقد تكون مضحكة أحيانا مثل (الشلولو) الذي روج له على أنه علاج لفيروس كورونا في بعض القرى النائية في أقصى الصعيد بمصر وتناقلته وسائل الإعلام من باب الفكاهة ولكن الضحك قد يكون مبكيا لو سمحنا باستمرار ما يروج له من ممارسات وإطلاق كلمة الطب البديل بالرغم من أن منظمة الصحة العالمية قد أطلقت عليه الطب الشعبي في الدول محدودة الموارد التي قد يكون لها عذرها لقلة مواردها وضحالة الوعي المجتمعي والمعرفة بقيمة الصحة الحقيقية وأهمية عدم العبث بالطب الذي يتقدم يوما بعد يوم من أجل صحة وحياة أفضل وبعيدا عن الخرافات مثل (الشلولو) وغيره من المنتجات الشعبية.