من الدروس المستفادة لدى جميع الأنظمة الصحية في دول العالم بعد جائحة كورونا هي الحاجة إلى إعادة تخطيط التعليم الطبي والصحي لتزويد الأنظمة الصحية باحتياجاتها من الأطباء والفنيين والهيئة التمريضية بعد أن استعانت بعضها بالمتقاعدين أو المتطوعين، بل إن بعض الدول منحت مزايا للأجانب والمهاجرين من الكوادر الصحية.
وعندما نفكر جيدا في الاستفادة من الجائحة، فإنه لدينا القوى العاملة الصحية الوطنية، وكذلك لدينا كليات ومعاهد لإعداد الكوادر الطبية والصحية بما يلبي احتياجات النظام الصحي وهي بلا شك أقل من المطلوب.
ويجب وضع الخطط للتوسع في إعداد الكوادر الوطنية الصحية ووضع الحوافز لإنشاء كليات ومعاهد متخصصة والتوسع في البعثات الداخلية والخارجية لأن احتياجات النظام الصحي يجب تلبيتها من قبل المؤسسات والكوادر الوطنية، وخاصة أنه في أوقات الأزمات يصعب استقدام كوادر من خارج الدولة لأسباب متعددة ويجب على كل نظام صحي أن يعزز قدراته وأولها هي القدرات البشرية التي تمثل المحرك الرئيسي للنظام الصحي، وخصوصا في أماكن حساسة ومهمة مثل العناية المركزة والمختبرات والصحة العامة والوبائيات والتمريض.
ويجب أن تكون لدينا خطط بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى للاستثمار في العنصر البشري من الكوادر الصحية الوطنية وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال ضمن برنامج عمل الحكومة المتعلق بالصحة والتأهب للطوارئ والأوبئة إلى جانب التجهيزات من منصات إلكترونية وطعوم وأمصال وأجهزة أوكسجين وسيارات إسعاف وصقل مهارات الإدارة الصحية في أوقات الأزمات على جميع المستويات.
وأتمنى أن نستفيد من الجائحة للتقدم للأمام بأداء النظام الصحي استنادا إلى استخلاص الدروس المفيدة بكل حيادية وموضوعية وبأسلوب علمي وعلى جميع المستويات.