المتابع للمواقع الإخبارية يكتشف أن مجلس الأمن عقد جلسة خاصة حول هذا الموضوع بمناسبة ما قدمته روسيا من معلومات حول أنشطة أبحاث في أوكرانيا تتعلق بالحرب البيولوجية وعدم احترام المعاهدات الدولية للحرب لهذه الحرب.
وهذا ما حدث قبل كورونا منذ حوالي سنتين أي أن العلم والبحوث قد أصبحت في قفص اتهام مكشوف يهدد أخلاقيات العلم والبحوث ويعرج بها إلى دمار البشرية بالكائنات الحية الدقيقة وسمومها بل وقد تعجز إمكانيات البحث والتطوير عن اكتشاف العلاج لإنقاذ البشرية وإن هناك العديد من البحوث والتجارب حول الحرب الجديدة المدمرة وقد لا تظهر إلا بعد مدة أي بعد أن تلحق الضرر والهلاك.
إن الإرهاب البيولوجي هو الإطلاق المتعمد للفيروسات أو البكتيريا أو المواد السمية أو غيرها من العوامل الضارة لتسبب الأمراض أو الوفاة للبشر أو للحيوانات أو النباتات. والسؤال الآن هل مجلس الأمن والأمم المتحدة لديها القدرة الفنية والتقنية للتحقق من مثل تلك الادعاءات أم أن الشجب والقلق والتنديد وغيرها من عبارات عدم الرضا بأساليب ديبلوماسية مختلفة وبعدة لغات تكفي لإغلاق مثل هذا الملف الخطير الذي تفوح منه الروائح المدمرة للبشرية ولجميع الكائنات الحية؟ أم أن العالم في حاجة إلى صك جديد وأحدث من اتفاقية الحرب البيولوجية التي صدرت منذ عام 1972 وأصبح هناك العديد من المستجدات التي تستوجب تطويرها وتحديثها وعلاج الثغرات لمتابعة الالتزام بها مثل ما يحدث الآن في أروقة منظمة الصحة العالمية لدراسة وتعديل اتفاقية اللوائح الصحية الدولية ضمن جدول أعمال الاجتماع رقم 75 لجمعية الصحة العالمية بالاستفادة من دروس كورونا ومواكبة المستجدات وفي مقدمتها المستجدات الأخلاقية والإنسانية.
إن استخدام العلم والمعرفة لدمار العالم هو في الواقع عمل غير أخلاقي وسلوك غير سوي من القائمين به ويستوجب العودة للعقل وترك الشجب والتنديد جانبا وحشد الإمكانيات لوقف أي انتهاكات لمعاهدة الإرهاب البيولوجي الذي أصبح في متناول أيدي جماعات الإرهاب بعد أن تطوره البحوث التي ترعاها الدول بينما تتحدث نفس الدول عن السلام وحقوق الإنسان ونبذ العنف في مشهد انتهازي يلطخ الديبلوماسية والعلاقات الدولية التي فقدت أصوات الحكمة بعد أزمة أوكرانيا وصراع أسود الغابة بالأساليب المختلفة.
وأعتقد أنه آن الأوان أن تقوم دولنا بعدم الاكتفاء بالمتابعة من مقاعد المتفرجين بل يجب أن يكون لديها القدرة العلمية والتقنية لمجابهة هذا التحدي الجديد الذي تمثله بحوث الإرهاب البيولوجي من خلال مراكز ترعاها الدول.