من الغريب أن نرى قيادات وصلت إلى مواقعها دون أن تكون لديها رؤية واضحة للتخطيط للمستقبل وتنفيذ الخطط التي يتم وضعها للتطوير، بل إن بعض القيادات يكون لهم اهتمامات لا تهم العمل مثل المكاتب الفاخرة والسكرتارية والتوقيع باللغة الأجنبية والتي معظمهم لا يجيدون التحدث بها أو التفاهم مع عمال الخدمة بها وإعداد الأختام الفاخرة ذات الأحجام الكبيرة.
إن هذه النماذج تشكل العبء على المؤسسة والتنمية لأنهم يديرون العمل بردود الأفعال دون تميز أو خطط أو رؤية واضحة، فلذلك يجب على أجهزة الخدمة المدنية أن تضع البرامج الجادة لاختيار وتدريب القيادات والاستفادة من جامعة الكويت والجامعات الخاصة للاستثمار في الثروة البشرية بإعداد القيادات وتطوير مهاراتهم.
وإنه ليس من المقبول أن تجد السيرة الذاتية لأي قيادي مخجلة وتعطي انطباعا شديد التواضع لأن القيادي في أي مؤسسة يجب أن يملك المؤهلات والخبرات للقيادة ولا تكون مهمته فقط التوقيع بلغة أجنبية ووضع الختم الذي يبدو وكأنه صورة كاريكاتير مضحكة.
وتكون النتيجة تخلف مسيرة التنمية وتعطيل تنفيذ المشاريع وما قد ينتشر من فساد مالي وإداري في مؤسسات تدار بردود الأفعال، خاصة عندما لا يكون للمسؤول القدرة على إدارة العمل كما يجب وليست لديه الرؤية على وضع الخطط وتوقع ما قد يحدث في المستقبل وأبعاده وتحليله.
إن من يجلس على مقعد القيادة يجب أن يمتلك الحكمة المطلوبة للقيادة وعمل الصواب والتخطيط الجيد والخطط البديلة عند تعثر أي خطة من الخطط حتى يتم تطوير المؤسسة وتحقيق التقدم للبلاد وعدم التعثر.
أتمنى أن يتم تقييم كل قيادي في موقعه وإعادة ترتيب مواقعهم، كل حسب تخصصه، وتقييم الخطط التي يجب وضعها لتحقيق التنمية الشاملة المطلوبة، لأن وجود القيادي غير المتخصص في المواقع الحساسة قد يؤدي إلى تعثر التنمية، ما يثقل كاهل ميزانية الدولة ويكون عقبة على المستقبل المطلوب للبلاد.