نستخدم كلمة الجمال عادة لوصف المظهر أو الملبس، ولكن أحيانا تجد من الناس من تنبهر بجمال خلقهم وطباعهم على عكس من يظهرون بأجمل الملابس والمظهر والذين قد تغلب عليهم النذالة والهروب عند الحاجة إليهم في مساعدة حتى لو كانت بسيطة ولا تمثل إلا اليسير مما تعودوا على أخذه منك. ومثل الأشخاص فهناك بعض الدول يتخذون مواقف تتصف بعدم الشجاعة والنذالة والتي قد يفسرونها بأنها المصالح ولكن الأخلاق والسلوكيات أهم من المصالح الضيقة. وعندما نصف المواقف والسلوكيات بالجمال فهذا يعتبر إضافة جمالية للأشخاص والمجتمعات والدول التي تفتخر بأن تصرفاتها وسلوكياتها قد تجاوزت مراحل المراهقة والانتهازية، ولذلك فإن أي شخص أو صديق لا يتصف بسلوكيات الشهامة فلا تتردد في تركه وعدم التمسك به لتطويه رياح النسيان والإهمال، فلا مكان لتلك العناصر في حياتنا لأن الأمم هي الأخلاق. وقد بعث الله تعالى الرسل ليكملوا مكارم الأخلاق وترتقي البشرية والتزام الخلق العظيم والبعد عن الانتهازية والنذالة والتي للأسف تنمو تحت مسميات المصالح سواء كانت للأفراد أو للدول.
قال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) «سورة القلم: 4».
إن الأخلاق الحميدة عادة تكون طبعا وليس تطبعا، ومن تكون أخلاقه حميدة فتراه يتصرف على سجيته ودون تكلف. وقد حثنا الله سبحانه وتعالى على التمسك بالأخلاق الحسنة والعمل الصالح ومساعدة المحتاجين مهما كانت الحاجة حتى وإن كانت صغيرة ما دمت باستطاعتك ذلك، ولكن مع الأسف فإن البعض يطلبون الكثير منك وعندما تحتاج إليهم يتخلون عنك ويتناسون كل ما فعلته من أجلهم. فلذلك يجب على كل شخص أن يهتم بنفسه ولا يرهق نفسه بطلبات الآخرين والابتعاد عمن يتخلى عنه وقت الحاجة لأن هؤلاء لا يفكرون إلا بأنفسهم ومصالحهم الشخصية ولا يذكرون أي جميل قام به من احتاج إليهم. وإن الحياة أخذ وعطاء ولكن من تعود على الأخذ دائما دون العطاء فإنه شخص أناني ولا يمكن التعامل معه مستقبلا. وابتعدوا عن هؤلاء الأنانيين الذين يدمرون معنى العلاقات الاجتماعية ومعنى الصداقة الحقيقية.