في الثاني من أغسطس عام 1990 قبل الغزو العراقي مباشرة، كانت طلائع الجيش الكويتي تقف على الحدود مدافعة عن السيادة الوطنية قبل تدخل قوات التحالف والدول الشقيقة، وقبل الإعلان عما حدث، ولكن جيش الوطن كان في المقدمة منذ البداية وضرب أروع الأمثلة وحمى الشرعية من خلال تيسير عمل الحكومة الكويتية الشرعية، ولولا القرارات الصائبة التي اتخذها جيش الكويت في ذلك الوقت لكان أي حديث عن السيادة الوطنية والصمود بلا معنى.
لا بد من تعليم أبنائنا وبناتنا السيادة الوطنية وحب الوطن وكيف ساهم الجميع في تحرير الكويت من براثن العدو. ففي ذكرى أغسطس من عام 1990 يجب ألا ننسى ما قدمه الجيش الكويتي وأبطاله من تضحيات، وألا ننسى يوم السيادة الوطنية وتعزيز الشرعية التي حاول العدوان الغاشم أن يدمرها، فقاد نفسه للخزي والعار، وبقيت الكويت حرة أبيّة بأبنائها وقياداتها وأصدقائها من جميع دول العالم.
السيادة الوطنية ليست شعارات، ولكنها سلوك وتصرفات تجاه الوطن دون ابتزاز أو مزايدات، فهي التضحية بالروح والنفس وكل ما يملكه الإنسان وكتابة أسماء الشهداء بدمائهم الطاهرة على تراب الوطن. ويجب تعزيز مفهوم السيادة الوطنية وحب الوطن لأجيالنا القادمة، وكذلك أن يكون الموضوع مدرجا في المناهج الدراسية ليتعلمه الأبناء منذ الصغر وينمو معهم ذلك الشعور الوطني.
وأما عن يوم الثاني من أغسطس، فهو ذكرى أليمة، قاسية وباهظة التكاليف بقدر ما كان يحوي الدروس الكثيرة التي يجب أن يتعلم منها الجميع، سواء دوليا أو إقليميا أو محليا. إن الوطن هو أغلى ما يملكه الإنسان ومهما بذل من أجله فلن يوفيه حقه فيجب تنمية وغرس حب الوطن في نفوس أبنائه ليكونوا القوة التي تحميه من أي عدوان في المستقبل. ويجب تعليم أبنائنا حب الوطن والسيادة الوطنية، ولا يكون ذلك مقتصرا على المناهج الدراسية، بل يكون بتعديد النعم التي أنعمها الله علينا وعلى وطننا ومعرفة الأحداث التي تحدث في الوطن من آن لآخر، وشراء الأعلام وتعليقها والمحافظة عليها وتشجيعهم على المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني والمشاركة في الأعمال التطوعية.
إن حماية الوطن مسؤولية الجميع وكل منا يجب أن يبذل الغالي والنفيس من أجل الوطن وحريته، والوطنية هي النسيج المتكامل من المبادئ التي يجب التمسك بها وأداء الحقوق والواجبات تجاه الوطن والولاء والطاعة لأولياء الأمور ليكون الوطن في المقدمة دائما ويبقى بأمن واستقرار دائمين.. حفظ الله وطننا في ظل قيادته الحكيمة من كل سوء.