تحل الآن ذكرى الغزو العراقي الغاشم والذي يجب ألا ننسى ما حدث في تلك المحنة بعد الثاني من أغسطس 1990 وقد تكون الأجيال الجديدة لم تعش ما حدث من غدر وخديعة وما ترتب عليها من تداعيات قاسية مازالت لا تغيب عن المنطقة.
وكم كانت بطولات أبناء الوطن الذين ضربوا أعظم أمثلة للتضحية بالروح والدم والمال فداء للوطن ومهما نتذكر من بطولات فإن التاريخ سيحفظ للأبطال ذكراهم في أنصع صفحاته لما قدموه من تضحيات فضلا عن وقفة الأشقاء والأصدقاء الذين سخرهم الله سبحانه وتعالى فكانوا نعم العضد للكويت إلى أن تحررت من دنس الغاصبين.
وتحية للكويت ولأبنائها في هذه الذكرى التي مازالت هناك الدروس التي يجب أن نتعلمها جميعا منها ويجب أن نلقنها للأجيال الجديدة فإن الدروس المستفادة هي منابع خصبة لجميع الأجيال وتمثل وقود المستقبل بإذن الله تعالى في عالم يزدحم بالتحديات ونحتاج فيه لأن نتمسك بالوحدة الوطنية خلف قيادتنا الحكيمة، أطال الله في أعمارهم ومتعهم بالصحة والعافية وأمدهم بالبطانة الرشيدة الصالحة.
ولن ننسى ما حيينا صور الغدر وقصص الوفاء للوطن التي عشناها أثناء المحنة وتعلمنا منها الكثير إذ يجب أن ننقلها للأجيال الجديدة التي لم تكن قد ولدت بها عند حدوث الغزو العراقي الغاشم.
وندعو الله أن يرحم سمو أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد، وسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، وأن يجعل مثواهما الجنة، فقد استمع العالم بأكمله لحديث أمير القلوب في الأمم المتحدة وصفق له الجميع لعدالة قضيته فكان المجتمع الدولي مسخّرا من الله عز وجل وداعما للحق.
وكم تحدثت وقائع ومراجع الأمم المتحدة ومذكرات شهود العيان عن موقف المجتمع الدولي إلى جانب الكويت وإصراره على تحقيق العدالة وإعادة الحق الكويتي وتشكيل التحالف الدولي وإيقاف المعتدي الذي اتبع شريعة الغاب ونشر الفوضى وأعاد المنطقة إلى عصور مضت إلى غير رجعة، ولكن الله أعاد الحق الى أصحابه وتم تحرير الكويت من براثنه وعادت الشرعية الكويتية الى أصحابها، فلن ننسى تلك الأحداث وحتى لا تتكرر فيجب الالتفاف حول القيادة الحكيمة في كل وقت للحفاظ على وحدة الوطن وتقدمه وتطوره بسواعد أبنائه المخلصين.
أدعو الله أن يحفظ بلادنا الكويت من كل سوء وأن يديم علينا الأمن والأمان والاستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة.