بعد عدة أيام وبالتحديد في السابع عشر من سبتمبر يحل اليوم العالمي لسلامة المرضى، وهو ليس مناسبة طبية فقط لأن عدم صون سلامة المرضى يؤدي إلى فقدان الأرواح، وفقد عائلات لمن يعولها، وقد يزيد الأطفال اليتامى، وللأسف فإن غياب المعلومات عن تداعيات الأخطاء ذات الصلة بسلامة المرضى وعدم الاهتمام بالتعلم من تلك الأخطاء قد يزيد الإصابات بينهم.
وشعار هذا اليوم لهذا العام هو سلامة الأدوية والتصدي لتداعياتها على سلامة المرضى من خلال سياسات واستراتيجيات مستمرة وهادفة لتوعية المرضى باستخدام الأدوية، وأن يتحمل جميع الشركاء مسؤولياتهم سواء الشركات المنتجة للأدوية أو وزارات الصحة أو المبادرات المجتمعية ومراكز البحوث لإجراء البحوث عن الأبعاد المختلفة لسلامة المرضى ذات الصلة بالأدوية المختلفة وبصفة خاصة أدوية مرضى الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة.
ويجب دمج التوعية بسلامة الأدوية ضمن برامج التوعية بالتصدي للأمراض المزمنة وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها وأن تشارك جميع الجهات في حملات التوعية لأن المسؤولية جماعية عن الصحة وسلامة المرضى والتصدي للأمراض المزمنة.
ولتكن منابر التوعية مستعدة من الآن وحتى حلول السابع عشر من سبتمبر بمواد التوعية المبنية على الدراسات العلمية والموجهة إلى الفئات المختلفة وبصفة خاصة كبار السن، وأن تكون مواد التوعية بسيطة وسهلة الفهم ولا مجال في حملات التوعية لبعض الأساليب الاستعراضية.
وأعتقد أن التوعية بسلامة الأدوية يجب أن تكون أولوية لشركات الأدوية ضمن حملاتها التسويقية، وخاصة أن في شهر سبتمبر يحل اليوم العالمي لصحة القلب، وهو فرصة أيضا يجب الاستعداد لها من الآن بتبني شعارات الاتحاد الدولي لصحة القلب وإعداد المواد التوعوية من واقع المعلومات والمؤشرات الوطنية عن معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب والعوامل ذات العلاقة بها وسبل وطرق الوقاية منها باتباع أنماط الحياة الصحية ونظم التغذية الصحية والنشاط البدني المنتظم والامتناع عن التدخين ومحاربته بسياسات جادة وملتزمة وفقا للتعهدات بالالتزام بالاتفاقية الإطارية لمحاربة التبغ لمنظمة الصحة العالمية والتي كانت الكويت من أوائل الدول التي صادقت عليها منذ صدورها من المنظمة.
وخلال تلك المناسبة لنقيم بموضوعية البرامج والاستراتيجيات الوطنية لتحديثها وفقا للمستجدات العالمية وأحدث المؤشرات لأن المسؤولية جماعية ومشتركة.
وعودة إلى سلامة الأدوية لمرضى القلب فإن هذا الموضوع يجب أن يكون أولوية وبصفة خاصة في ضوء أن المرضى من كبار السن ويحتاجون إلى التوعية المناسبة لأعمارهم وقدراتهم المعرفية دون تعقيد.