لقد أصبحت «كينتسوجي» فلسفة في الحياة شبيهة بفلسفة «وابي سابي» التي تقوم على قبول ما هو ناقص ومعيب وسرعان ما أصبحت هذه التقنية شائعة وانتشرت إلى أشياء ودول أخرى مثل الصين وكوريا.
«الكينتسوجي» هي ثقافة وتراث ياباني لمداواة الكسور بالذهب أي تحويل الندبات من ذكريات مؤلمة إلى واقع مقبول بل يلمع ذهبا، وهذه الثقافة والتراث يجعل الحياة إيجابية ويتخلص بها الإنسان من الذكريات والندبات بخيوط من الذهب أو بمعجون من الذهب لترميم الشقوق والكسور بما فيها الكسور النفسية سواء من صدمة أو عارض طبي أو نفسي.
وقد لا يكون «الكينتسوجي» قد انتشر مثل انتشار مطاعم السوشي والوجبات اليابانية التي أصبح لها محبوها في مختلف أنحاء العالم إلا أن الصدمات النفسية والأزمات التي يمر بها العالم تجعلنا نتساءل عن «الكينتسوجي» ولماذا لم ينتشر في عالم بحاجة ماسة إليه؟ ولماذا لا توجد لدينا معلومات كافية وخبرات مدربة بل ومناهج علمية لتعليم «الكينتسوجي» ضمن مناهج الطب والصحة النفسية بالرغم من أن لدينا الذهب ولدينا الندوب ولكن يبدو أن انفتاحنا على الثقافة اليابانية مازال يتمحور حول الوجبات الخفيفة في المطاعم اليابانية التي تنتشر على استحياء على عكس الوجبات الخفيفة من المطبخ الغربي بالرغم مما يدور حول مدى فوائدها للصحة.
إن «الكينتسوجي» قد يكون الحل للكثير من مشاكل الصحة وندوب الحياة التي يجب ألا نخجل منها بل نظهرها ونتعامل معها دون خوف أو خجل وقد يجد المؤيدين له وسط ما يحدث في العالم من أزمات نفسية مع المدنية الحديثة.
وهذه هي أحد الأمثلة للتعلم من ثقافات الشعوب من أجل تحقيق الصحة الجيدة والتصدي لتحدياتها، حيث إنه وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن اليابان بها معدلات عالية من المعمرين وكبار السن من فئة أكبر من مائة سنة، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التمتع بالصحة الجيدة مع الشيخوخة، وقد يكون لتلك العادات تأثيرها على جودة حياتهم وتعاملهم مع الأزمات النفسية وندوب الزمن بالسوشي وخيوط الذهب.
ونتطلع الآن على الاستفادة من تلك الدروس اليابانية في الصحة والحياة، وأن تسعى وزارة الصحة لوضع الخطط للتعاون الصحي مع دولة مثل اليابان وإنجازاتها المتميزة في الوقاية والعلاج.