هل للمداد في قلم الإعلامي هوية؟ وما تأثير تلك الهوية على حرية القلم وما يسطر به من آراء؟ هكذا يواجه أصحاب الأقلام الإيحاءات عن هوية مداد أقلامهم. وهل الهوية تتبع الحكومة أو أصحاب مصلحة إن كانت تخدم توجها معينا؟ وكل تلك الإرهاصات تؤثر على حرية التعبير، ومن ثم على تشكيل الرأي العام وعلى اتخاذ القرارات. ومن المستحيل تصور أن مداد قلم الكاتب أو صاحب الرأي ليس له هوية معروفة، بل إن مداد الأقلام بلا هوية قد يؤثر على دور القلم وصاحبه.
وفي أوقات الانتخابات يلعب الإعلام دورا محوريا في اتخاذ القرارات بالتصويت لمرشح دون الآخرين وعندئذ يظهر السؤال المنطقي والملح عن مكانة الإعلام المحايد الموضوعي غير المنحاز إلى من ينتمي إليه هوية مداد القلم، حيث إنه إن جف المداد فإنه من الصعب طمس الهوية أو الترويج على غير الواقع لإعلام محايد وموضوعي وسط أجواء منافسات ساخنة لها أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ويصبح الحديث عن إعلام محايد أقرب إلى الحلم صعب التحقيق إن لم يحافظ صاحب القلم على حياده ونزاهته بالرغم من هوية مداد القلم.
وهذه مسؤولية جسيمة لأصحاب الأقلام لبناء ديموقراطية حقيقية ترتكز على حرية الرأي والنزاهة والموضوعية في جميع الظروف والأوقات. وما أحوجنا ونحن على أبواب عرس ديموقراطي أن نحافظ على إعلام حر نزيه وموضوعي ومداد للأقلام هويته الوطن والمصلحة العامة وإعلاء مصالح الشعب والوطن بأقلام حرة يكتب بها كتاب ولاؤهم للوطن وليس لأي تكتل أو جماعة أو مصلحة، وعندئذ يمكن أن تكون القرارات للمصلحة العامة ومصلحة الوطن.
إن روائح الكتل أو المجموعات التي يميل مداد بعض الأقلام لها وترجع إليها هوية المداد تفوح دائما قبل أن يستخدم المداد أو فور استخدامه مهما كانت المحاولات لإخفاء انتماء المداد، فلنعمل على تجنيد مداد أقلامنا لمصلحة الوطن ومصلحة الشعب لنتمكن من تحقيق التنمية الشاملة لوطننا الحبيب الكويت، وأن نسعى جميعا لنرى بلادنا تواكب التطور والتقدم في جميع المجالات.